انطلقت بسطيف أشغال الشطر الأخير لأشغال إعادة تأهيل الملعب "الرمز" الشهيد محمد قصاب بعد غلقه لمدة فاقت ال10 سنوات ليكون "بحلة جديدة", حسبما علم يوم الأحد من مدير المصالح التقنية لذات الجماعة المحلية (صاحبة المشروع) بركان مراد الدراجي. وأوضح ذات المصدر في تصريح ل/وأج أن الوصول إلى المرحلة الأخيرة من أشغال إعادة تهيئة هذا الملعب التاريخي و المتمثلة في مرحلة هدم المدرجات القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية يعد "إنجازا في حد ذاته" بالنظر إلى العراقيل التقنية الجد صعبة التي واجهت المشروع في مراحله الأولى (إعادة تهيئة الأرضية). و قال في هذا السياق :"يمكننا أن نجزم حاليا أن ملعب محمد قصاب سيعود بحلة جديدة بعد مدة غلق فاقت ال10 سنوات" . وأضاف السيد بركان أن أشغال ملعب محمد قصاب التاريخي عرفت منذ انطلاقها في سنة 2013 عراقيل تقنية عديدة أهمها صعود المياه الجوفية و انخفاض مستوى أرضية الملعب و اكتشاف قنوات لمياه الصرف الصحي و بئر هامدة تحت الأرضية, مما أدى إلى توقيف الأشغال "إلى أن فصل أصحاب الاختصاص في الموضوع بأن الأمر يتعلق فقط بقنوات صرف صحي للمياه تعود إلى الحقبة الاستعمارية". وأفاد في نفس السياق أن تلك العراقيل "لم تكن منتظرة و تم إزالتها بصفة نهائية بطرق علمية و دراسات جيو تقنية" أدت إلى إجراء حفريات على عمق 8 أمتار تحت سطح أرضية الملعب و إعادة ردمها بمواد منتقاة من طرف مخابر مختصة و بطبقات متتالية بسمك 20 سنتم للطبقة للقضاء نهائيا على مشكل انخفاض الأرضية التي كانت تحدث في كل مرة بعد تجديد الأرضية . وأكد نفس المسؤول أن الملعب سيشهد صيانة "شاملة" و ذلك بأمر من والي الولاية, ناصر معسكري, الذي أبرز عند زيارته التفقدية الأخيرة نهاية الأسبوع الفارط لورشة الأشغال أهمية هذا الملعب "الرمز" بالنسبة لسكان سطيفو و أسدى عديد التعليمات بالمناسبة من بينها وجوب أن تكون الإنارة بمواصفات محترفة و الحرص على جمالية المنشأة و أن تأخذ الأشغال وتيرة أسرع بعد إزالة كل العراقيل التي تسببت في توقيف المشروع. وقد كلف هذا المشروع خزينة الدولة في حصته الأولى المتعلقة بإعادة تهيئة الأرضية و تغطيتها بالعشب الاصطناعي أكثر من 193 مليون د.ج, فيما تم تخصيص 175 مليون د.ج لإنجاز مدرجات تتسع ل 1200 مقعد. يذكر بأن ملعب الشهيد محمد قصاب يعد رمزا لكرة القدم السطايفية خاصة و الجزائرية بصفة عامة, لأن ميدانه كان مهدا لتعلم أبجديات الرياضة الأكثر شعبية في العالم لأبرز نجوم كرة القدم الجزائرية, على غرار عبد الحميد كرمالي و مختار العريبي و رشيد مخلوفي و عبد الحميد صالحي و الإخوة ماتام و نصير عجيسة و العديد من النجوم, وصولا إلى مليك زرقان و عبد المؤمن جابو. وكان هذا الملعب أيضا مدرسة لاكتشاف المواهب على يد الشيخين المدربين علي بن عودة المدعو "لاياص" (مؤسس فريق وفاق سطيف) و بوعلام سنوساوي.