ترأس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنية الليبية المعترف بها دوليا، القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج، يوم الاربعاء، اجتماعاً للجنة الطوارئ المشكلة لإدارة الأزمة الراهنة، و التعامل السريع مع تداعياتها. وجرى خلال الاجتماع تقييم الموقف الإقليمي والدولي في أعقاب عدوان ميليشيات الضابط المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس ومدن أخرى، ومناقشة المقترحات المقدمة بالخصوص. و أطلع السراج على تقارير متابعة للوضع على الأرض، و تم أيضا بحث الإجراءات المتخذة لضمان توفر السلع الغذائية والدوائية والخدمات الأساسية، ومتابعة سير العمل في المستشفيات والمرافق الصحية. و كانت إنفجارات عنيفة قد هزت أمس الثلاثاء، أحياء مختلفة بالعاصمة الليبية طرابلس ناتجة عن قصف بالصواريخ أسفر عن مقتل واصابة مدنيين، فيما توعدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بالرد على خليفة حفتر و قواته في الميدان، وهزمهم عسكريا وملاحقتهم دوليا بجرائم الحرب التي يرتكبونها. وحسب أسامة علي -المتحدث بإسم جهاز الطوارئ في طرابلس-، فإن قيام مجموعات حفتر بقصف احياء مدنية في طرابلس حلف ستة قتلى على الأقل بينما أصيب ما لا يقل عن ثلاثين شخصا. وفي الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ على طرابلس، كان من المقرر أن يدرس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار صاغتها بريطانيا تطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا، وتدعو كل الدول التي لها نفوذ على الأطراف المتحاربة لضمان الإلتزام. وتفقد فائز السراج في طرابلس ليلا الأحياء التي تعرضت للقصف العشوائي بصواريخ "غراد " في منطقتي "حي أبوسليم" أكثر مناطق العاصمة إكتظاظا وحي "الانتصار". وأكد أن حكومة الوفاق سترد على حفتر وقواته في الميدان، وستهزمهم عسكريا وستلاحقهم دوليا بجرائم الحرب التي يرتكبونها سواء في مجلس الأمن أو المحكمة الجنائية الدولية. وأعلنت وزارة الداخلية في طرابلس عن بدء اتخاذها إجراءات قانونية وصفتها ب"الصارمة" بالتنسيق مع الأجهزة القضائية والأمنية في ليبيا، ودول العالم بغرض تسليم ملفات للضالعين في الهجوم على طرابلس، وفي شن قصف عشوائي على منازل المدنيين، مشيرة إلى وجود مخطط لضرب مؤسسات وأهداف حيوية داخل العاصمة بالتزامن مع هجوم قوات حفتر. وخلال اجتماع لمجالس الحكماء والشورى وأعيان منطقة الساحل والجبل بغرب ليبيا بالعاصمة طرابلس أمس الثلاثاء أكد فائز السراج بأن خليفة حفتر "حرك قواته ليحبط آمال الليبيين ويغرقهم في دوامة العنف وحرب مدمرة أزهقت فيها الكثير من الأرواح ودمرت ممتلكات خاصة وعامة وعرضت حياة المدنيين للخطر". و اضاف أن، "المعرقلين للحل السياسي أعطوا دورا أكبر من حجمهم، وهذا ما شجعهم على التمادي في موقفهم، والمفروض وجود حزم وحسم الآن من المجتمع الدولي وبشكل علني وصريح". و لقي 189 شخصا مصرعهم وأصيب 816 اخرين بجروح ، بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم مجموعات خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما أفادت به حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية.