دعا رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الأحد الأحزاب السياسية إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية وعدم الانسياق وراء دعوات التجريم والإقصاء والعزل. و اكد البرهان خلال لقاء بكبار الضباط بالجيش السوداني، بحسب بيان صادر عن إعلام المجلس العسكري الانتقالي حرص، المجلس العسكري على إشراك كل القوى السياسية في المشاورات الخاصة بتكوين الحكومة الانتقالية والعبور الآمن بالسودان لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخه. وشدد على ضرورة تماسك القوات المسلحة ووحدتها واستكمال دورها الوطني والأخلاقي والوفاء بالتزامها كضامن لانتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. وانتقد البرهان ما وصفه ب"الظواهر السالبة"، التي تنتهك هيبة الدولة وتسئ للمحتجين مثل قفل الطرق والتعدي على الأفراد والتفتيش دون سلطة مخولة. وقال رئيس المجلس العسكري الانتقالي "إن الأمور لن تسير على هذا المنوال، وإن الأمن هو مسؤولية الدولة ولن تفرط فيه". وأعلنت قوى المعارضة الرئيسية في السودان في وقت سابق اليوم تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، الذي يتولى الحكم في البلاد. وقال تحالف إعلان الحرية والتغيير (تحالف رئيسي يقود المحتجين)، فى بيان قدم خلال مؤتمر صحفي بميدان الاعتصام امام القيادة العامة للجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم، "لقد قررنا تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي". وبرر التحالف الإجراء بسبب حسب وقله عدم رغبة المجلس العسكري في تسليم السلطة الى حكومة مدنية. وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي قد أكد في وقت سابق من اليوم، التزام المجلس بتسليم السلطة الى الشعب كمطلب أساسي للثورة السودانية. وقال البرهان، في مقابلة مع التلفزيون السوداني الرسمي، إن "المجلس دوره مكمل للانتفاضة وتسليم السلطة للشعب الذي كان مطلبا للثورة". وأضاف أن "المجلس العسكري ليس طامعا في السلطة، ونحن حريصون على بدء الفترة الانتقالية في أسرع وقت، ولابد أن يتم ذلك بتوافق". وعزل الجيش السوداني عمر البشير من الرئاسة يوم 11 أبريل الجاري بعد 3 عقود من حكمه البلاد على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي. وشكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا وحدد مدة حكمه بعامين، إلا أن رئيسه وزير الدفاع عوض بن عوف استقال بعد يوم واحد من توليه المنصب جراء رفض شعبي وخلفه عبد الفتاح البرهان وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.