أكّد المجلس العسكري الانتقالي عدم ممانعته تسليم السلطة إلى المدنيين شرط أن تكون الحكومة «شاملة لكافة أطياف المجتمع السوداني»، وحذّر في المقابل من أن تشكيل حكومة مدنية في ظل الأوضاع الحالية سيكون نوعا من الفوضى، بينما هدّدت قوى التغيير باللجوء إلى خيار العصيان المدني إذا لم يستجب المجلس العسكري لمطالبها. وقال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب ب «حميدتي»، من أن المجلس لا يمانع تسليم السلطة إلى المدنيين شرط أن تكون الحكومة «شاملة لكافة أطياف المجتمع السوداني»، مضيفا أن تشكيل حكومة مدنية في ظل الأوضاع الحالية، التي تشهد تصاعدا في المواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين المناهضين للمجلس، سيكون «نوعا من الفوضى». وأكد المسؤول العسكري أنه: «ليس لدينا مشكلة في تسليم الحكومة للمدنيين، لكن يجب أن تشمل جميع الشعب السوداني»، وتابع: «سنحسم أي فوضى في البلاد لأجل أن تكون الحكومة المدنية المقبلة وطنية وتحكم بهيبة القانون، لكن حكومة مدنية بالأوضاع الحالية ستكون فوضى». وشدّد في ذات السياق على أن المجلس «سيحسم أي فوضى بالقانون، وأي خطوة تمت لوقف حياة الناس سنحسمها بالقانون». ومن جهة أخرى، أكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت، أن باب التفاوض مع قوى الحرية والتغيير «ما زال مفتوحا»، مشددا على أن وجوده في الفترة الانتقالية «ليس حبا وتمسكا بالسلطة، بل لتوفير الحماية الأمنية وتهيئة الجو السياسي للشعب». كما أعرب عن إيمانه، بأنه «لا سبيل لحلحلة الأزمة غير الحوار»، ولهذا باشر التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، مثنيا على الحراك الشعبي ووصفه ب «المفخرة». من جانبها، شدّدت المعارضة السودانية ممثلة في قوى الحرية والتغيير، تمسكها بمطلبها الخاص بضرورة تسليم السلطة للمدنيين دون أي تماطل، وحذرت من لجوئها إلى العصيان المدني كحل أخير لتحقيق ذلك. انتخابات ديمقراطية أكّد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأن القيادة السودانية تسعى إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية في البلاد تشارك فيها كل القوى السياسية في السودان. وفي المقابل، ترى المعارضة ممثلة في قوة الحرية والتغيير، أن إجراء انتخابات مبكرة يعتبر إجهاضا للمفاوضات مع المجلس العسكري، مادام النازحون واللاجؤون في المعسكرات». ورد المجلس العسكري بالتأكيد على انه سيلجأ لخيارات بديلة في حال فشلت المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير، مشددا على أنه «لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة». هذا وصرّح المجلس العسكري السوداني بأنّ «ميدان الاعتصام أصبح خطرا على البلد والمحتجين،* ومهددا لتماسك الدولة وأمنها الوطني». من جانبه، حذّر تجمّع المهنيين الذي يقود المظاهرات في السودان من مغبة العنف ضد المتظاهرين المعتصمين خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، محملا المجلس العسكري الانتقالي مسؤولية مقتل ثلاثة أشخاص خلال اليومين السابقين.