خرج جموع من المواطنين بمختلف جهات الوطن في مسيرات سلمية مجددين مطالبهم ب "التغيير الشامل" و "رحيل رموز النظام"، متحدين عناء الصيام و الحرارة التي عمت ربوع الوطن ظهيرة الجمعة، خامس يوم من شهر رمضان المعظم، حسبما لاحظه مراسلو "وأج". و نظمت مسيرات بولايات وسط البلاد للجمعة ال 12 على غرار البليدة و عين الدفلى و الجلفة و تيبازة و بومرداس، حيث ألح المتظاهرون على مطالبهم السياسية المتعلقة خصوصا منها رفضهم "إشراف بعض شخصيات من النظام القديم" على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة. و رغم انخفاض عدد المتظاهرين بعواصم هذه الولايات مقارنة بالجمعات السابقة الا انهم سجلوا حضورهم حاملين الرايات الوطنية و يهتفون "صايمين فاطرين خارجين خارجين حتى التغيير" و "لا لانتخابات 4 جويلية " و غيرها من الشعارات المعتادة ك "الجيش الشعب خاوة خاوة". و بولايات تيزي وزو و البويرة و بجاية خرج المواطنون في مسيرات سلمية رغم حرارة الطقس و الصيام مؤكدين عزمهم على مواصلة الحراك الشعبي لغاية "التغيير الجذري للنظام"، مطالبين باحترام إرادة الشعب و تلبية مطالبه المشروعة، رافضين الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 يوليو. كما خرج آلاف المتظاهرين للشارع بولايات شرق البلاد في مسيرات سلمية للمطالبة بتطبيق المادتين 7 و 8 من الدستور اللتين تنصان على أن "الشعب مصدر كل سلطة" و أن "السلطة للشعب" و معبرين عن رفضهم ل"الانتخابات الرئاسية التي تشرف عليها بن صالح و بدوي". و رغم التراجع النسبي في عدد المتظاهرين مقارنة بالتجمعات السابقة عبر أغلب ولايات شرق البلاد و تحت درجة حرارة مرتفعة خلال خامس أيام شهر الصيام سار آلاف المواطنين و النساء على وجه الخصوص بطريقة سلمية عبر شوارع قسنطينة و عنابة و سكيكدة و باتنة و ميلة و خنشلة مرددين النشيد الوطني و هاتفين "الشعب هو الرئيس". و تحت صيحات "جزائر حرة ديمقراطية" و "سلمية سلمية" جدد المتظاهرون بمدن تبسة و الطارف و سطيف و قالمة و أم البواقي مطلبهم برحيل "الباءات الثلاثة" (رئيس الدولة عبد القادر بن صالح و الوزير الأول نور الدين بدوي و رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب). و شدد المواطنون المتظاهرون عبر مجموع ولايات شرق البلاد على مواصلة الحراك الشعبي السلمي الذي استهل في ال22 فبراير المنصرم من خلال شعارات "لن نتوقف سنظل نخرج كل يوم جمعة" و "سنواصل الحرك حتى النهاية". تميز الحراك الشعبي السلمي ال 12 للجمعة أولى من رمضان بتعبئة أقل أهمية عبر مختلف ولايات غرب الوطن وظهور شعار "رفض انتخابات 4 جويلية". و بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة وكذا عامل الصيام الا أن عدد المتظاهرين بولاية وهران كان معتبرا قدموا من مختلف أحياء المدينة والمناطق المجاورة وتجمعوا على مستوى مفترق الطرق بجوار ثانوية العقيد لطفي وجسر زبانة. وردد المتظاهرون من مختلف الأعمار وشرائح المجتمع شعارات: "لا للتصويت يوم 4 جويلية" و"يتنحاو قاع..ننفوطو قاع" (يذهبون جميعهم...نصوت جميعا) و"تسقط العصابات" و"سلمية سلمية... مطالبنا شرعية". من جهة أخرى، تحولت الساحة المقابلة لثانوية العقيد لطفى الى منبرا لسبر الأراء حيث يتم دعوة المواطن للتعبير عن رأيه ومناقشة المسائل المتعلقة بالحراك والمطالب الشعبية وسبل الخروج من هذه الأزمة. وبولايات مستغانم وعين تموشنت وتلمسان وسيدي بلعباس وتيسمسيلت وسعيدة ومعسكر والبيض وغليزان وتيارت خرج المتظاهرون بعدد أقل مقارنة بالجمعة السابقة حيث جابوا في يوم حار مختلف شوارع المدن. و ردد المتظاهرون الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية شعارات "لا للانتخابات" و"بن صالح وبدوي ارحلا"، مطالبين ب "تغييرات عميقة" و "مواصلة محاربة الفساد". وبولاية تلمسان تستعد العديد من الجمعيات الخيرية في نهاية اليوم لتنظيم "افطار جماعي" بوسط المدينة بعاصمة الولاية. و بسبب موجة الحرارة التي تجتاح الجنوب الجزائري ستنظم المسيرات الشعبية لليوم 12 على التوالي في السهرة مباشرة بعد صلاة التراويح.