الشارع الجزائري يواصل حراكه في رمضان خرج، مساء أول أمس، عشرات الجزائريين لشوارع الجزائر العاصمة، مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار، في ثاني وقفة احتجاجية هذه الجمعة تعبيرا عن رفضهم لإجراء الإنتخابات الرئاسية المبرمجة يوم 4 جويلية القادم، وملئ المتظاهرون ساحة البريد المركزي مباشرة بعد صلاة المغرب، إصرارا منهم على رحيل كل الوجوه المحسوبة على النظام سابق، ومطالبين بضرورة التغير الجذري وذلك مواصلة للمسيرات السلمية التي دخلت جمعتها ال12، فيما كان الحراك حاضرا خلال نهار اليوم الخامس لرمضان، حيث لم يثني الجوع ولا العطش عزيمة الجزائريين عبر كل ولايات الوطن. افتتح العاصميون المسيرات الليلية، بعد خروجهم مباشرة بعد الإفطار للشوارع، فيما نظم مواطنو ولاية برج بوعريريج أكبر مائدة إفطار جماعي، بعد تظاهرة حاشدة في الجمعة 12 من الحراك الشعبي، للمطالبة برحيل النظام، وكما أطلق المتظاهرون في برج بوعريريج، الجمعة 10 ماي، تيفو ضخم، يحمل رسائل هامة أراد مٌعِدّوه أن يبلغوها للسلطات، ويؤكد أحد المساهمين في إعداد التيفو أن الرسم يحتوي ضفتي واد مربوطتين بجذع شجرة يعبر منها شخص يحمل أدوات البناء الأساسية في الضفة الأخرى، وفي الضفة الأولى يوجد كلاب وهو دلالة على العملاء في الداخل والخارج، مدعومين من طرف دول خارجية، وفي الأسفل يوجد مستنقع تتواجد فيه تماسيح أحدها يحمل قبعة فرنسية كناية على دولة المستعمر والتمساح الثاني يمثل الدول الخليجية التي تدعم الفتنة. وخرج المواطنون مجددا بالجزائر العاصمة وكذا باقي ولايات الوطن، في مسيرات شعبية سلمية للجمعة الثانية عشر على التوالي، رافعين ذات المطالب المنادية برحيل جميع رموز النظام وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي، الى جانب محاسبة المتورطين في الفساد وتبديد المال العام. ولم تثن حرارة شهر ماي ومشقة صيام شهر رمضان في يومه الخامس، المواطنين من ولوج الشوارع الكبرى للعاصمة، لاسيما ساحة أول ماي والبريد المركزي وموريس أودان، رافعين لافتات ومرددين شعارات تعكس مطالب الشعب وآماله في إحداث تغيير جذري يفضي الى جزائر جديدة تسودها العدالة والديمقراطية . ومن بين الشعارات التي رددها المشاركون في مسيرات العاصمة: لا لإجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع جويلية ، رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح، بدوي وبوشارب) ، محاسبة المتورطين في قضايا الفساد ، التأكيد على وحدة الشعب والتراب الوطني ، ناهيك عن شعارات طبعت الحراك الشعبي منذ 22 فيفري المنصرم، على غرار، سلمية سلمية.. مطالبنا شرعية و الجيش والشعب.. خاوة خاوة . وبالرغم من النقص المسجل في عدد المشاركين، مقارنة بالجمعات الماضية، فإن المظاهر الاحتفالية والسلمية لم تغب عن المسيرات الشعبية، لاسيما ترديد الاغاني الحماسية والاناشيد الوطنية ورفع صور شهداء ثورة نوفمبر، ناهيك عن الحضور اللافت للراية الوطنية بين المتظاهرين من مختلف الاعمار والفئات، تعبيرا منهم عن افتخارهم بتاريخ البلاد وبأمجاده وتمسكهم بالوحدة الوطنية. من جهة أخرى، اتسمت مسيرة اول أمس بتواصل غلق النفق الجامعي للجمعة الرابعة على التوالي، وذلك على مستوى ساحة موريس أودان من طرف عناصر الأمن، تفاديا لوقوع أي انزلاق وسط حضور امني غير مكثف. وقد شرع المتظاهرون في إخلاء الشوارع بداية من الساعة الرابعة، ليتركوا المجال لعدد من المتطوعين الذين أخذوا على عاتقهم كالعادة مهمة تنظيف الطرقات، في حين ينتظر ان يتم تنظيم إفطار جماعي للذين فضلوا البقاء والذين قدموا من أماكن بعيدة.