احتضن مقر مجلس حقوق الإنسان الأممي، اليوم الأربعاء، ندوة تناولت انتهاكات الاحتلال المغربي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الصحراء الغربية والدور السلبي لبعض البلدان الأوروبية التي تساهم بشكل مباشر في إطالة معاناة الشعب الصحراوي عبر عرقلة حل النزاع. وأشرفت على تنظيم الندوة، حسب ما اوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية، حول موضوع انتهاكات الاحتلال المغربي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الصحراء الغربية، شارك فيها الوزير الصحراوي المنتدب المكلف بأوروبا، محمد سيداتي، ورئيس بلدية بيتوريا إلى جانب سفراء البلدان الصديقة للشعب الصحراوي ونشطاء حقوقيين صحراويين وأجانب. وتأتي هذه الندوة بالتزامن مع انطلاق أشغال الدورة الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةبجنيف، وتطرقت وبإسهاب إلى السياسة الانتقامية التي يقوم بها نظام الاحتلال المغربي في الأجزاء المحتلة من أراضي الجمهورية الصحراوية، والتي لم تستثني- حسب المتدخلين- أي من الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي التي يكفلها القانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان. كما تناولت كذلك "الدور السلبي لبعض البلدان الأوروبية التي تساهم بشكل مباشر في إطالة معاناة الشعب الصحراوي من خلال عرقلتهم إلى جانب الاحتلال المغربي للجهود التي تبذلها والحلول التي تقدمت بها الأممالمتحدة من أجل إنهاء النزاع في الصحراء الغربية، وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الصحراوية". وندد المتدخلون في الندوة بسياسة المغرب المبنية على "عرقلة وإفشال كل الحلول والمقترحات والتي تقدمت بها الأممالمتحدة ومبعوثيها الخواص إلى الصحراء الغربية"، والذي كان أخرهم الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، الذي أعلن مؤخرا عن استقالته بسبب "تعنت المغرب ورفضه التفاعل مع الديناميكية التي أطلقها، إضافة إلى الدور السلبي لفرنسا التي مارست ضغوط قوية داخل مجلس الأمن للإجهاز على الأشواط التي قطعها منذ توليه مهمة الوساطة الأممية". وشهدت الندوة تقديم شهادة حية عن ما يعانيه المدنيون الصحراويون في الأراضي المحتلة من تراب الجمهورية الصحراوية، في ظل "استمرار الاحتلال المغربي في سياسته العنصرية، وممارسته لأبشع صور الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ضد المدنيين العزل في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ومواد اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بحماية المدنيين خلال الحرب وتحت الاحتلال الأجنبي". للإشارة، فإن الندوة حضرها إلى جانب ممثلية جبهة البوليساريو في سويسرا ولدى مجلس حقوق الإنسان الأممي، مندوبو وسفراء بلدان دول ذات وزن في أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتنية، وممثلو الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية المشاركة في أشغال الدورة العادية الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان الأممي.