نوه وزير الأراضي الصحراوية المحتلة والجاليات، البشير مصطفى السيد، باستعداد المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لاستئناف إيفاد بعثات فنية إلى الصحراء الغربية، قصد المتابعة والاطلاع من جديد وفي اقرب الآجال على وضعية حقوق الإنسان، داعيا لاتخاذ إجراءات لوقف الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة. وجدد الوزير خلال الندوة التي نظمتها مجموعة جنيف لمساندة الصحراء الغربية تحت عنوان "انتهاكات حقوق السجناء الصحراويين"، التزام جبهة البوليساريو بحماية وتعزيز حقوق الإنسان، ودعوتها المجتمع الدولي والهيئات المعنية بحقوق الإنسان، أن تولي المزيد من الاهتمام إلى حالة الصحراء الغربية ومعاينة انتهاكات الحقوق التي ترتكبها المملكة المغربية في الصحراء الغربية، الإقليم الذي يقع تحت مسؤولية الأممالمتحدة. كما أبرز الوزير الصحراوي، "حجم الممارسات المشينة" التي يتعرض لها السجناء السياسيين الصحراويين من قبل المملكة المغربية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني و الاتفاقية الرابعة لجنيف، ناهيك عن "المعاملة العنصرية" التي تتعرض لها عائلات السجناء، مستدلا في السياق بحالة السيدة كلود مونجان، التي أصدرت في حقها السلطات المغربية، منذ يونيو 2016، قرار حظر دخول التراب المغربي، والمنع من زيارة زوجها النعمة أسفاري، السجين السياسي ضمن مجموعة أكديم إزيك. وفي سياق آخر، التقى المسؤول الصحراوي على هامش المشاركة في أشغال الدورة العادية الثامنة والثلاثون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بكبار المسؤولين في هيئة الأممالمتحدة المعنيين بحقوق الإنسان، أين أكد رغبة جبهة البوليساريو، المعترف بها منذ عام 1979 من قبل الأممالمتحدة كممثل قانوني لشعب الصحراء الغربية، في "الاستفادة من برنامج التعاون الفني وبناء القدرات الذي يشرف عليه مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان". و جدد المسؤول الصحراوي في هذا الصدد "التزام جبهة البوليساريو القوي بتعزيز تعاونها مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ومع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة"، و" استعدادها الكامل في لعب دور إيجابي في هذا الجانب". كما طالب في الآن ذاته، بأن تولي المفوضية "إهتماما خاصا وإجراءات خاصة لوقف الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الإحتلال المغربي في الصحراء الغربية" الإقليم غير المتمتع بالاستقلال الذاتي، والذي لا توجد فيه سلطة مديرة معترف بها دوليا، كما لم تقم الأممالمتحدة عن طريق بعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية القيام بهذا الدور". هذا و اختتم المسؤول الصحراوي، زيارة العمل إلى جنيف والتي امتدت لخمسة أيام، بإجراء محادثات أخرى جد هامة، مع العديد من الوفود الحكومية وممثلي المنظمات غير الحكومية قصد التوعية بانتهاكات السلطات المغربية، للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، للشعب الصحراوي، فضلاً عن الحقوق المدنية والسياسية، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير و الاستقلال، الذي يطالب به الشعب الصحراوي على جانبي "جدار العار"، الذي بنته قوة الاحتلال في الصحراء الغربية. للإشارة كان المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، وخلال أشغال الدورة العادية ال 38 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف قد عبر عن استعداد مكتبه لايفاد بعثة نية قصد المتاعبة والاطلاع من جديد وفي اقرب الآجال على وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وذلك بعد توقفها منذ صيف 2015، بسبب عرقلتها من قبل السلطات المغربية.