كشف وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري، شريف عوماري اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة عن تأسيس قريبا لمجلس وطني يعنى بتنظيم شعبة الإبل و خلق فضاء للتشاور ما بين المربين و الإدارة. وأوضح الوزير خلال لقاء جمعه بمتدخلين و مهنيين شعبة الابل و الماعز، ان تأسيس هذا المجلس من شأنه هيكلة الفاعلين في الشعبة بما في ذلك تنظيم المربين من اجل تثمين قدرات هاته الشعبة الحيوانية و رفع العراقيل المحيطة بها. كما تم دراسة الاجراءات الواجب اتخاذها و المتعلقة أساسا بقضية الاعلاف و هذا عن طريق ترشيد الكميات المتوفرة و حماية المراعي وضمان التغطية البيطرية الجيدة من خلال اقتناء الادوية اللازمة لمحاربة الأوبئة و الامراض التي تصيب الابل و تعزيز حملات معالجة الحشرات الضارة او التلقيح على سبيل الوقاية. وأكد السيد عوماري ان هذا اللقاء يرمي الى اعادة تفعيل و تحيين الإجراءات و التدابير المتخذة من طرف الحكومة لتنمية و ترقية شعبة الابل و مرافقة المربين و الاستجابة لانشغالاتهم. وفيما يخص قضية المياه المخصصة لشرب المواشي، ذكر السيد عوماري ان الدولة كانت قد اتخذت إجراءات متعلقة بتسخير مناطق الشرب على مستوى المراعي و مسالك التنقل، موضحا ان العمل يجري حاليا لإعادة تأهيل نقاط الشرب الموجودة و حفر الابار و تدعيم طاقات الشرب. كما تابع يقول انه سيتم تعزيز التعاون مع الدول التي تعنى بتربية الابل و تطويرها من اجل تبادل التجارب و الخبرات بين المربين و البياطرة و المتدخلين في هذه الشعبة من اجل عصرنة انظمة تربية الابل، فضلا عن تدعيم القدرات التقنية و العلمية و البحثية على مستوى الجامعات و المعاهد و المتعلقة بترقية شعبة الابل. و أكد السيد عماري ان تربية الابل لها امكانات كبيرة تسمح باحتلال مكانة هامة في التنمية المستدامة للمناطق الجنوبية و لاسيما الحدودية ما يستدعي تثمين قدراتها و التكفل الحقيقي بها و تفعيل النشاطات المتعلقة بهذه الشعبة. للتذكير يبلغ قطيع الابل 417.332 راسا منها 250.404 راس من الناقة بحيث 94 بالمئة منها على تعيش على شكل قطيع موزع عبر 10 ولايات من الجنوب و 38 بالمئة في السهوب و 20 بالمئة في باقي الولايات. من جهة أخرى و بخصوص عيد الاضحى المقبل، أكد الوزير انه تم اتخاد التدابير الازمة من اجل ضمان التغطية الصحية البيطرية للماشية خاصة عند التنقل من مناطق الانتاج الى الاستهلاك، مذكرا انه يتم تضحية كل سنة حوالي 5 ملايين خروف. ولقد شارك في هذا اللقاء المخصص لتطوير تربية الابل و الماعز مهنيون و خبراء و بياطرة و مختلف الادارات و الهياكل المعنية بالموضوع. وعرض مربون الابل انشغالاتهم المتعلقة اساسا بقضية الاعلاف و نقص المياه و الغطاء الصحي للحيوانات فضلا عن ضرورة تدعيم الشباب الراغب في الاستثمار في هذه الشعبة الحيوانية. ويندرج هذا اللقاء في اطار تنفيد توجيهات الوزير الاول، نور الدين بدوي من خلال برنامج مدمج و متكامل سيتم اطلاقه على المدى القصير من اجل الحفاظ على شعبة الابل التي تشكل ايضا مصدر عيش سكان المناطق الجنوبية و اداة تنمية اقتصادية و اجتماعية و اقليمية.