سيتم قريبا على مستوى الحكومة تقديم ملف مشروع إعادة النظر في تسيير الخدمات الجامعية، حسبما أعلنه يوم الاثنين بوهران وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد. وذكر الوزير في تصريح للصحافة عقب إشرافه على مراسم الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة (2019-2020) قائلا " نطمح لأن يتم إعادة النظر في عملية تسيير الخدمات الجامعية وقد أعددنا دراسة شاملة حول مختلف جوانب هذا الملف الذي سيعرض قربيا للمناقشة على مستوى الحكومة". وأضاف أن الدراسة التي شملت هذا الملف من قبل الوزارة الوصية تناولت بالتحليل والتقييم مختلف الجوانب المرتبطة بملف الخدمات الجامعية على غرار الجانب الاقتصادي مبرزا أن الدراسة وقفت أيضا على الاختلالات الموجودة في تسيير هذا المجال. وقد ذكر السيد بوزيد في هذا الصدد أنه تم "تنظيم جلسات التقييم لمسيري الخدمات الجامعية وهي المناسبة التي بينت الحاجة الملحة على إدخال إصلاحات عميقة على نظام الخدمات الجامعية من أجل تحسين أدائه وترشيد حوكمته". ويشار الى أن القطاع قد استلم برسم السنة الجامعية الجديدة نحو 51.370 سرير جديد لترتفع القدرة الوطنية لاستيعاب الطلبة المقيمين الى ما يزيد عن 658 ألف سرير. وعلى صعيد أخر اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن تكثيف الجهود لتطوير العلوم الدقيقة والتكنولوجية وتركيز الجهود على ترقية الرقمنة والذكاء الصناعي لا يجب أن يدفع بالجامعة الى إهمال الحقول المعرفية المتصلة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية. ولفت في هذا السياق الى أنه من الضروري مواكبة التطور الحاصل عالميا في المجالات التي تسهم في بناء مجتمع راشد متوازن علميا واجتماعيا وثقافيا. وذكر الوزير أيضا أن التطورات والمتغيرات الراهنة قد أثبتت أهمية التمكن من تقنيات تحليل وقراءة الأوضاع اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا لمواجهة مختلف التحديات الكبرى. وكان السيد بوزيد قد ثمن بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها مراكز البحث العلمي بالوطن في المساهمة في حل إشكالات القطاعين الاجتماعي والاقتصادي مبرزا أن التحدي الراهن يرتكز أساسا على النوعية والجودة في نشاطات هذه المراكز. وفي رده عن سؤال حول التوجه نحو اللغة الانجليزية أبرز الوزير أن الأمر يتعلق "بتعزيز" هذه اللغة في التدريس الجامعي بصفة "تدريجية" طالما أن الكثير من المقاييس والشعب العلمية تتطور بشكل بارز باللغة الانجليزية على غرار المحروقات والتجارة الدولية وغيرهما. وأشار أيضا الى أن دراسة تم القيام بها في السابق والتي أثبتت أن معظم الطلبة الجامعيين مهتمين بالتوجه نحو اللغة الانجليزية. كما تطرق الوزير الى مشروع "البكالوريا المهنية" والذي سيتم بلورته من قبل وزارات التربية الوطنية والتكوين والتعليم المهنيين والتعليم العالي والبحث العلمي. يذكر أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي كان قد أشرف على مراسم الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة بوهران، بحضور وزير التكوين والتعليم المهنيين دادة موسى بلخير ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي تيجاني حسان هدام، قد تفقد ودشن عدة مرافق تابعة لقطاعه مثل كلية الطب الجديدة (10 ألاف مقعد) والكلية الجديدة للعلوم الإسلامية (3 ألاف مقعد) وكلية اللغات الأجنبية (5 ألاف مقعد).