قال ناشرون سنغاليون مشاركون بصالون الجزائر الدولي ال24 للكتب (سيلا) أن هناك اهتماما متزايدا في السنغال بنشر الكتاب باللغات الوطنية الكبرى في مقابل الفرنسية، اللغة الرسمية الوحيدة والتي تنشر بها أغلب الإصدارات. واعتبر هؤلاء الناشرون في تصريحات لواج أن "أغلب" إصدارات الناشرين السنغاليين هي باللغة الفرنسية غير أن هناك "اهتماما متزايدا" بالنشر باللغات الوطنية الكبرى ك "وولوف" و"بولار" و"سيرير" وهي لغات وطنية بالعديد من دول إفريقيا الغربية كغامبيا وموريتانيا اضافة للسنغال. ويقول مدير منشورات "بابيروس" ساييدو نورو ندياي أن داره أصدرت "150 عنوان كتاب" في الأدب والفكر وغيرها منذ تأسيسها بدكار في 1996 معتبرا أنها الدار "الوحيدة" في البلاد التي تنشر باللغات المحلية. ويوضح ندياي أن هدف داره الأساسي هو "النضال من أجل ترقية الآداب واللغات والثقافات المحلية" للسنغال وبلدان إفريقيا الغربية. وتوزع كتب "بابيروس" بالسنغال وبمختلف بلدان إفريقيا الغربية الأخرى خصوصا بمناطقها الريفية يقول ندياي وهو أيضا شاعر يكتب بلغتي "وولوف" و"بولار". ويرى الناشر أن داره تميزت خصوصا بترجمتها لأشعار ليوبولد سيدار سنغور إلى لغة "سيرير" (لغة سنغور الأم) غير أن أحسن مبيعاتها هي بلغة "بولار" التي يقول أنها "الأكثر انتشارا" ببلدان إفريقيا الغربية. وتعتبر "بابيروس" عضوا في "الرابطة الدولية للناشرين المستقلين" وهي جمعية دولية تأسست بباريس في 2002 وتضم أكثر من 730 دار نشر من 55 بلدا حول العالم وتهدف ل "ترقية التنوع الثقافي في عالم الكتاب". وقال من جهته المسئول بمديرية الكتاب والثقافة بوزارة الثقافة السنغالية أبيبو كولي أن عدد العناوين التي تصدر سنويا بالسنغال "تصل أحيانا إلى 500 عنوان" في شتى فروع الآداب والعلوم و"أغلبها باللغة الفرنسية" مشيدا في هذا الإطار بتوجه العديد من الكتاب لنشر أعمالهم بلغاتهم الوطنية على غرار "وولوف" في حالة الروائي المعروف بوبكر بوريس ديوب. وأضاف المتحدث أن الوزارة "تشجع" الناشرين في بلاده على إصدار الكتب باللغات الوطنية "من دون تمييز" بين تلك اللغات مشددا على أن الهدف الرئيسي هو "المنتوج وليس اللغة في حد ذاتها". وأما مدير ومؤسس دار النشر "لارماتان-سينغال" عبد اللاي ديالو فيقول أن دراه -المؤسسة في 2009- تنشر "حوالي 130 عنوان كتاب سنويا" كلها تقريبا باللغة الفرنسية باستثناء بعض المراجع بلغتي "وولوف" و"بولار" وكذا العربية. وأوضح المتحدث من جهة أخرى أن السنغال بها "حوالي 50 دار نشر" غير أن "حوالي عشرة منها فقط تمارس مهامها بمهنية". وقالت من جهتها أمينة سي مديرة "المنشورات الإفريقية الجديدة للسنغال" -التي أسسها سنغور في 1972- أن دارها تنشر سنويا بمعدل "50 عنوانا جديدا بالفرنسية فقط" وهذا لعدة أسباب أبرزها أنها "اللغة الرسمية في البلاد ولغة التعليم" مضيفة أنها تنشر في كل مجالات العلوم والأدب والمعرفة. وتشارك السنغال في صالون الجزائر الدولي ال24 للكتاب كضيف شرف حيث تحضر بأربعة دور نشر تقدم قرابة 400 عنوان. وشارك في سيلا 2019 -الذي تختتم فعالياته غدا السبت- حوالي 1000 دار نشر من بينها اكثر من 700 دار اجنبية.