شهدت اليوم السبت عدة ولايات من الوطن مسيرات شعبية سلمية للتنديد بلائحة البرلمان الأوروبي حول الأوضاع في الجزائر، و للتعبير عن مساندتهم للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل و عن التفافهم حول الجيش الوطني الشعبي و المؤسسات الأمنية الأخرى. فبولايات الجزائر العاصمة و تيبازة و برج بوعريريجوالمسيلة و سعيدة و سطيف وسيدي بلعباس و خرج مواطنون من مختلف الفئات العمرية رافعين للرايات الوطنية و للافتات تستنكر التدخل الأجنبي و تدعو لتعزيز الوحدة الوطنية و الالتفاف حول الجيش الوطني الشعبي و المؤسسات الأمنية الأخرى. ففي ولاية سطيف نظم أفراد الخدمة الوطنية المعاد استدعاؤهم في إطار التعبئة لمكافحة الإرهاب في الفترة الممتدة بين 1995 و 1999 وقفة مساندة وطنية لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، مرددين هتافات وحاملين لافتات مساندة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي في مسعاه الرامي للحفاظ على وحدة الوطن و سلامته و أمنه. أما في ولاية تيبازة، نظم سكان الولاية مسيرة سلمية بمدينة أحمر العين للتنديد بتدخل نواب البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، حيث طالب المشاركون في المسيرة التي جاءت تلبية لنداءات فعاليات المجتمع المدني و الحركة الجمعوية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بضرورة الوقوف "وقفة رجل واحد" لمواجهة كل محاولات التدخل الذي وصف ب"السافر" في الشأن الداخلي للجزائر. كما حذر مواطنو ولاية تيبازة من مغبة الوقوع في فخ التشكيك في المسار السياسي الذي تشهده الجزائر من أجل انتخاب رئيس للجمهورية و الدخول في مرحلة جديدة "لا و لن ترقى للعديد من الدول الغربية التي تسعى دائما للحفاظ على مصالحها و لو على حساب الدمار و الخراب"، على حد تعبير أحدهم . من جهتهم، نظم مواطنو باتنة مسيرة شعبية حاشدة مساندة للمسار الانتخابي والمؤسسة العسكرية، حيث جابت هذه المسيرة التي انطلقت من ساحة "الوئام" أمام مسجد أول نوفمبر 1954 أهم الشوارع الرئيسية لعاصمة الأوراس وصولا إلى ساحة الشهداء بوسط المدينة اين تمت تلاوة بيان مساندة للجيش الوطني الشعبي، مثمنا الدور الفعال الذي تقوم به المؤسسة العسكرية إلى جانب الدعوة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر المقبل لإنجاحها. و من بين ما ورد في البيان المذكور "نعم لبناء جزائر آمنة ومستقرة" و"نفتخر بإنجازات الجيش الوطني الشعبي الذي كان صمام الأمان طيلة هذه الفترة الحساسة وجعل الجزائر آمنة ومستقرة وشامخة أمام كيد الأعداء والمتآمرين"، كما حمل المشاركون في هذه المسيرة، حسب ما شوهد في عين المكان ،حضور رجال وشباب ونساء من مختلف الأعمار مع حضور مميز لمجاهدي المنطقة رافعين شعارات تدعو إلى المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل تفويت الفرصة على أعداء الجزائر رافضين كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد. ومن جهتهم أبدى المشاركون في مسيرة بولاية المسيلة "مساندتهم المطلقة" و وقوفهم إلى جانب إلى جانب الجيش الوطني الشعبي، حيث تجمعوا أمام مقر القطاع العسكري مرددين شعارات داعمة للمؤسسة العسكرية فيما يتعلق باحترام الدستور و إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد . وحسب ما لوحظ فان هذه المسيرة الشعبية السلمية اتسمت بتنظيم محكم تخللها ترديد شعارات تندد وترفض التدخل الأجنبي السافر في الشؤون الداخلية للبلاد كرد فعل قوي وصريح على بيان البرلمان الأوروبي حول الوضع في الجزائر. وبغرب البلاد خرج مواطنو ولايتي سعيدة و سيدي بلعباس في مسيرات سلمية، للتعبير عن تنديدهم بمختلف أشكال التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، معتبرين ما ورد ضمن لائحة البرلمان الأوربي إزاء الشأن الداخلي الجزائري "تدخلا سافرا". وأبدى المشاركون دعمهم ومساندتهم للجيش الوطني الشعبي، معربين عن تأييدهم للانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر القادم و ملحين على التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لإنجاح هذا الحدث الوطني وإفشال جميع المخططات الأجنبية التي تريد زعزعة أمن الوطن وضرب استقراره، رافعين بالمناسبة لافتات تضمنت شعارات منها " نعم للانتخابات الرئاسية" و "سننتخب بقوة يوم 12 ديسمبر القادم" و"الجيش حامي الوطن و الشعب". أما بولاية برج بوعريريج فقد نظم مكتب المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي بمشاركة مكاتب من عدة ولايات تابعة لذات المنظمة مسيرة جابت الشوارع الرئيسية وصولا لمقر الولاية عبروا فيها عن رفضهم التام لأي تدخل أجنبي في شؤون البلاد، معتبرين تدخل البرلمان الأوروبي في شؤون الجزائر "تدخلا سافرا وغير مبرر"، كما ثمن المتظاهرون البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية ضد التدخل السافر للبرلمان الأوروبي في شؤون البلاد، مؤكدين في هتافاتهم على أن "الظروف التي تمر بها البلاد مسألة داخلية تحل في الداخل ولا داعي لأي تدخل أجنبي مهما كانت صفته أو نيته." وبالجزائر العاصمة نظم الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مسيرة سلمية ندد خلالها المشاركون بتدخل البرلمان الاوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر وطالبوا بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لمواجهة كل المحاولات الرامية للمساس باستقرار البلاد، وخلال هذه المسيرة التي انطلقت من مقر المركزية النقابية بساحة أول ماي، مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي، وصولا الى ساحة البريد المركزي، ردد المشاركون شعارات ترفض التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد وتدعو الى الوحدة الوطنية ورص الصفوف بين أبناء المجتمع الواحد لمواجهة كل المحاولات الرامية للمساس باستقرار البلاد وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالجزائر وأعدائها في الداخل والخارج. وفي تصريح له على هامش هذه المسيرة، أكد الامين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، سليم لعباطشة، أن "القوى الأجنبية المعادية للجزائر لم تعجبها سليمة الحراك الشعبي"، مما جعلها تلجأ --كما قال-- الى "سياسة الاستفزاز تجاه الشعب الجزائري"، مضيفا بالمناسبة أن الجزائر تعيش "تحولا ديمقراطيا عميقا وهي مقبلة على استحقاق رئاسي هام سيفضي الى اختيار رئيس للبلاد بطريقة شفافة ونزيهة".