نجح سكان سطيف في اليوم الأول من تطبيق تمديد الحجر الصحي ل16 ساعة متواصلة بدءا من الثالثة زوالا من يوم أمس الأحد إلى السابعة صباحا من يوم الاثنين في اختبار المواطنة الذي خضعوا له من خلال تسجيلهم لاستجابة "شبه تامة" لهذا الإجراء الوقائي للحد من تفشي جائحة كورونا. و قد أدرك مواطنو الولاية أخيرا لاسيما مئات الشباب الذين لم يتقيدوا خلال الأيام المنصرمة بتدابير الحجر الجزئي الذي كان يمتد من الساعة السابعة مساء إلى السابعة صباحا فتجمعوا عند مداخل العمارات و عند عتبات المحلات المغلقة محاولين "و بكل استهتار" كسر هذا الإجراء الوقائي بأن الوضع " بات يتجه نحو الأسوأ" . بل و أبدى العديد منهم هذه المرة اقتناعا أكثر من أي وقت مضى بأن "الحجر المنزلي أصبح أكثر من ضرورة من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) و السبيل الوحيد لوقاية أنفسهم و حماية ذويهم من العدوى" . فبعد أن دقت الساعة الثالثة زوالا بدا وسط المدينة على طول نهج جيش التحرير الوطني و من أمام المركز التجاري "بارك مول" الذي لم يسبق و أن شهد توقفا للحركة بل و كان يعج بالمارة و المركبات حتى أيام البرد القارس أو الحرارة الشديدة خاليا تماما من المواطنين باستثناء بعض المركبات التي كانت تسير بسرعة و كأنها تسابق الزمن للوصول إلى مكان ما". و خيم على المدينة سكون "رهيب" بعد بضع دقائق فقط من بداية الحجر خاصة من أمام ساحة مركز البريد الرئيسي و مقر الولاية و كأن سكان المدينة كانوا في تأهب و استعداد تامين لتطبيق هذا الإجراء الوقائي. و شهدت الضاحية الشرقية للمدينة نفس الأجواء باستثناء بعض الصيدليات التي بقيت مفتوحة تحديدا بحي الأبراج تجاه حيي 400 و 1014 مسكن و المسجد الكبير "أبو عبيدة عامر ابن الجراح " حيث غالبا ما تتجمع أعداد كبيرة للمواطنين. و اعتبر سالم أحد قاطني الولاية في اتصال بوأج بأن "اتخاذ السلطات العليا للبلاد لقرار تمديد فترة الحجر الصحي إلى 16 ساعة على مستوى عدد من ولايات الوطن من بينها سطيف جاء بسبب إدراكها لخطورة الوضع و حفاظا منها على صحة و حياة المواطنين من تداعيات انتشار هذا الفيروس الخطير". و أشار ذات المتحدث الذي يعمل كعون شبه طبي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد عبد النور سعادنة بأن " تنفيذ هذا القرار يعد صائبا من أجل مكافحة تفشي الوباء بالمنطقة في ظل تسجيل الولاية لعديد الإصابات المؤكدة و عديد الوفيات أيضا " . و بمدينة العلمة ( 15 كم شرق سطيف) استغل متطوعون بالتنسيق مع مصالح البلدية تمديد فترة الحجر الصحي لتعقيم ساحة الثورة و شوارعها باستعمال مواد كيماوية مخصصة لهذا الغرض لتفادي الإضرار بسلامة المواطنين. و عبر العديد منهم عن ارتياحهم لمدى استجابة المواطنين لقرار تمديد ساعات الحجر خاصة و أنه الحل الوحيد لمواجهة تفشي الفيروس داعين إلى ضرورة استغلال الفرصة من طرف عمال النظافة و الجمعيات و أصحاب الميدان باعتبار أن المكان متاح للتنظيف و التعقيم. و وسط انتشار كثيف لأفراد الأمن الولائي من أجل متابعة مدى التزام المواطنين بتطبيق الحجر أكد المكلف بالاتصال و العلاقات العامة بذات السلك النظامي محافظ الشرطة عبد الوهاب عيساني بأن "هذا الإجراء وقائي أكثر منه ردعي". و اعتبر ذات المتحدث أن نسبة استجابة المواطنين لهذا القرار تعد " مقبولة جدا" مشيرا إلى أن دوريات الأمن الولائي تجوب جميع مناطق الولاية لتحسيس و توعية المواطنين بضرورة التطبيق الصارم لهذا القرار باعتباره اليوم الأول للحجر. و حسب محافظ الشرطة عيساني فقد تم تسخير جميع الإمكانيات و اتخاذ كافة الترتيبات لضمان عملية الحجر بإقليم الولاية مطمئنا المواطنين بأن المصالح الأمنية " ستكون متفهمة للحالات الاستثنائية والمرضية و أنهم يسعون كرجال قانون إلى تطبيق القانون". و دعا مواطني الولاية بالمناسبة إلى " ضرورة تنظيم تنقلاتهم و اقتناء مستلزماتهم الضرورية لاسيما ما تعلق بالأدوية قبل انطلاق موعد الحجر الصحي من كل يوم" مؤكدا في ذات السياق بأن دورهم "يعد محوريا و مساهمتهم أساسية لإنجاح العملية و تخطي البلاد لهذه الأزمة الصحية بأقل الأضرار الممكنة."