رخص استثنائية لتنقل المستخدمين تستثني أصحاب البضائع استجاب سكان ولاية وهران لإجراءات الحجر الصحي الجزئي، الذي بدأ تطبيقه مساء أول أمس السبت 28 مارس من الساعة 19 مساء إلى الساعة 7 صباحا، والذي لا يزال متواصلا ليومه الثالث على التوالي في إطار إجراءات توسيع الحجر الصحي، التي دعت إليها الحكومة للحد من تفشي فيروس «كورونا». وطبقت إجراءات حظر التجول، في أول ليلة بكافة أحياء وشوارع الولاية وسط تعزيزات أمنية مشددة ودوريات لرجال الأمن والدرك الوطني، تواصلت طيلة مدة الحجر من أجل نشر التحسيس وتوعية الشباب بخطورة الوضع ومنعهم من التجول خاصة في الساعة الأولى التي شهدت حركة عادية للمواطنين باعتبارها الليلة الأولى لإجراء وقائي لم تشهد مثله الإنسانية. الشرطة والدرك لتطبيق الحجر وتحت شعار «الزم بيتك.. تحمي عائلتك» انطلقت مع أولى دقائق تطبيق الحجر الصحي الجزئي، نداءات أعوان الأمن والدرك الوطني عبر كل المناطق على مستوى 26 بلدية تدعو فيها السكان الذين كانوا في الشوارع إلى دخول بيوتهم والالتزام بتعليمات الحجر الصحي حفاظا على سلامتهم والعمل على كسر سلسلة تنقل الوباء. ومن جهته ذكر المكلف بالإعلام على مستوى أمن ولاية وهران، محافظ الشرطة السيد سليم عريوة، أنه تم في أول ليلة للحجر الجزئي تسجيل 152 مخالفة لتعليمات الحجر تتضمن سحب 125 رخصة سياقة وتوقيف 27 شخصا لم يحترموا إجراءات الحجر الجزئي اتخذت في حقهم الإجراءات اللازمة، عدا ذلك أكد المتحدث أن العملية كانت ناجحة في أول ليلة عكست وعي السكان والتزامهم بتطبيق التعليمات الوقائية والبقاء في بيوتهم، مفيدا أن كافة العناصر العملياتية لمصالح الأمن على غرار المصلحة الولائية للأمن العمومي مصالح الشرطة القضائية وكافة مصالح الأمن الحضري وأمن الدوائر والمصلحة الولائية للشرطة القضائية كانت مجندة منذ أول ليلة في إطار مخطط فرض تطبيق حظر التجول من السابعة مساء إلى غاية السابعة صباحا . خلية الأزمة تعزز إجراءات الوقاية هذا وقد تم على مستوى مقر الولاية، ضبط كافة نقاط وأطر تطبيق الحجر الصحي الجزئي الذي شمل وهران على غرار 9 ولايات أخرى، في إطار قرار التوسعة في اجتماع موسع لخلية الأزمة الولائية وهذا من أجل تعزيز إجراءات الوقاية من فيروس «كورونا» (كوفيد 19) وضمان نجاح العملية، كما وقف والي وهران السيد عبد القادر جلاوي على مدى تطبيق إجراءات الحجر الجزئي من خلال جولة قام بها ليلة أول أمس بالأحياء الكبرى للمدينة، علما أنه كان قد دعا السكان في بيان له إلى ضرورة الالتزام ببيوتهم وتنفيذ تعليمات الحجر من أجل سلامتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. ورافق تطبيق حظر التجول بوهران إجراءات صارمة تعرض كل شخص يتواجد بالشارع أو يتنقل بدون الرخصة الاستثنائية إلى العقوبة، وتم في هذا الإطار تكليف مدير التنظيم والشؤون العامة ورؤساء الدوائر، بمنح رخص استثنائية لتنقل المستخدمين لدوافع مهنية ويستثنى من هذا الإجراء ناقلي البضائع، وأنشطة النقل المرتبطة بتموين السكان بالمواد الضرورية. في سياق متصل ثمن مواطنو ولاية وهران، إجراءات الحجر المنزلي الجزئي، حيث أجمعوا على أهمية القرار الذي يهدف إلى وقف تفشي وباء «كورونا» والالتزام بالبقاء في المنزل والتقيد بالنظافة والتعقيم لتفادي مخاطر الإصابة. وأشارت ربة بيت في العقد الخامس من حي الحمري، أنها قضت أول أيام الحجر الصحي الجزئي في متابعة الأخبار المرتبطة بالوباء في العالم رفقة زوجها وأبنائها، إذ وبعد تناول العشاء تم تعقيم كل الشقة ومقابض الأبواب والنوافذ خوفا من انتقال العدوى، مبرزة أن الأجواء «كانت عادية»، فيما توجه الأبناء، إلى الدردشة مع زملائهم عبر «فايسبوك» الذي هوّن عليهم الحجر ومكنهم من التواصل ولو افتراضيا، كما قالت. كما أكد السيد عمر، متقاعد من الوظيف العمومي، أن الإجراء من شأنه «تعزيز شعور المواطن بمسؤوليته تجاه تفشي الوباء»، مبرزا أنه تابع عبر الوسائط الاجتماعية أحدث الأخبار هروبا من الضغط النفسي جراء البقاء في البيت خلال الفترة المسائية التي كان عادة يمضيها في مقهى أسفل البناية رفقة أصدقاءه من أبناء الحي. بدوره صرح زخنيني سمير، ناشط جمعوي يقطن بنهج «الصومام» بوهران أن هذا اليوم الأول من تطبيق الحجر، يجعله يفكر في كبار السن الذين يعيشون بمفردهم في منازلهم والمشردين بدون مأوى. من جهته صرح بولنوار محمد ياسين، قاطن بمسرغين، أن وسائط التواصل الاجتماعي على غرار «فايسبوك» خففت الضغط وسمحت له بالبقاء رفقة عائلته والتواصل مع أصدقائه وعائلته في الليلة الأولى من الحجر الصحي، كما تابع أفلام فكاهية ودرامية للخروج من دائرة الضغط النفسي. وبدوره قال السيد علي، متقاعد من قطاع التربية، أنه جد متخوف من انتشار الفيروس خاصة أن بعض المواطنين لم يلتزموا بالحجر في كل الفترات وليس ليلا فقط حيث يستهتر بعضهم ولا يبالون بإجراءات التعقيم والتطهير، لكنهم يضيف، «تداركوا الأمر مؤخرا وأصبحوا أكثر جدية في التعامل مع الوضع خاصة بعد ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد. وأضاف أن شوارع المدينة «أصبحت فارغة وخالية في حين أخرج في الصباح لاقتناء حاجياتي لابسا الكمامة والقفازات وأتحاشى الحديث مع الأشخاص». للإشارة، انتشرت أمس وأول أمس عبر مختلف صفحات «فايسبوك» وباقي الوسائط الاجتماعية فيديوهات وصور تبرز مظاهر وأجواء الليلة الأولى من تطبيق الحجر الصحي الجزئي بوهران، التي اكتنفها الفكاهة والتسلية بغية التخفيف من الضغط النفسي في مواجهة فيروس كورونا.