وقع وزيرا المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، والشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، على اتفاقية تعاون وشراكة في مجال الحفاظ على الذاكرة الوطنية والتعريف بها. وجرت مراسم التوقيع بالمقر الدائم ل"معرض الذاكرة، تاريخ الجزائر: 1830-1962" بحديقة الوئام ببن عكنون بمناسبة إحياء الذكرى ال64 لاستشهاد البطلين الرمز أحمد زهانة، المدعو "زبانة، وعبد القادر فراج، وذلك بعد ان طاف الوزيران بمختلف أجنحة المعرض الذي تم تدشينه في سنة 2014. وأوضح السيد زيتوني ان الإتفاقية الموقعة تخص مجال "الحفاظ على الذاكرة الوطنية والتعريف بها وتكريس قيمها وابعادها ودلالاتها الرمزية العميقة"، مضيفا بأنها "مبادرة تدخل في اطار ارساء قواعد متينة للعمل التكاملي والتنسيق الدائم والتعاون المثمر بين القطاعين". واشار إلى أن هذا العمل التكاملي بين الوزارتين يقوم على "مقاربة تشاركية تتوخى تعميم الثقافة التاريخية"، وذاك - كما قال - "ايمانا من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالدور الهام الذي تطلع به وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في مجال تثمين وترقية الذاكرة الجماعية للأمة باعتبار أن لها مؤسسات دينية وتعليمية واجتماعية وثقافية هامة لها تأثير خاص وقدسية متميزة". وأضاف السيد زيتوني في نفس السياق أن المؤسسات التابعة لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف "تعد حصنا حصينا للعقيدة النوفمبرية التي تحفظ مقومات الشخصية الوطنية والمكونات الأساسية للهوية الوطنية". ومن جانبه أوضح السيد بلمهدي أن الإتفاقية الموقعة تعكس "لما لهذين القطاعين من مساحات مشتركة في الحفاظ على الذاكرة"، مما سيسمح ب"اعطاء أجيال الجزائريين رواد بيوت الله هذه القوة للتاريخ الجزائري الحديث والقديم وكيف يمكن ان نبني الجزائر معا"، مشيرا في هذا الشأن بأن "حوالي عشرين مليون من المصلين يغشون المساجد في خطب ودروس الجمعة" . وأضاف الوزير أن هذه الاتفاقية تحدد الكثير من الآليات سيتعاون القطاعين لإنجازها سواء كانت ملتقيات أو ندوات أو تأليف كتب أو تقديم شهادات تاريخية، اضافة إلى برامج لزيارة الأئمة وطلبة القرآن الكريم للمتاحف التاريخية، معتبرا أن الإتفاقية تعد "مبادرة لتعميق ما يسمى بثقافة التاريخ الوطني في بيوت الله".