أجرت المجموعة البرلمانية للصداقة مع الشعب الصحراوي بالبرلمان الإيطالي، من داخل قبة البرلمان اتصالا عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد مع الأطفال الصحراويين بعد استحالة سفرهم إلى إيطاليا ضمن برنامج عطل السلام، بسبب الظروف التي تمر بها إيطاليا نتيجة جائحة كوفيد 19. وتأتي المبادرة التي أشرف عليها رئيس المجموعة، أنتونيلا إنسيريتي وحضرتها ممثلة جبهة البوليساريو في إيطاليا، فاطمة محفوظ، لتجديد الالتزام من قبل حركة التضامن الإيطالية تجاه نضال الشعب الصحراوي، وكذلك فرصة للإطلاع على البرنامج البديل لعطل السلام المتعدد الجوانب الذي أعدته السلطات الصحراوية لفائدة الأطفال هذه السنة، ضمن برنامج صائفة 2020 للشباب و الطلبة. للتذكير فقد جرى تأسيس المجموعة البرلمانية للصداقة مع الشعب الصحراوي في إيطاليا، شهر يوليو من العام 2018، وهي تضم نواب من مختلف التشكيلات السياسية المشكلة لغرفتي النواب ومجلس الشيوخ، حيث تسعى وفق بيانها التأسيسي لإطلاق مبادرات ودراسات من أجل دعم الجهود الهادفة للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الصحراوية، ورفع مستوى الوعي بالقضية الصحراوية داخل إيطاليا. وفي تصريح لجريدة "فوكس أون أفريك" أوضحت ممثلة جبهة البوليساريو أنه وإلى جانب الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية، فإن البرنامج البديل يهدف أيضا إلى إعطاء فكرة للأطفال عن مختلف المؤسسات الوطنية الصحراوية وطبيعة عملها، كما سيمكنهم من زيارة الأراضي المحررة في إطار برنامج جيولوجي وثقافي كبير ومتنوع يهدف إلى تعزيز الارتباط بأرضهم واستكشاف جانبها الجيولوجي. كما أشارت الدبلوماسية الصحراوية، إلى أن الحكومة تضع كل صيف برامج لفائدة المسنين، والطلبة العائدين من الخارج لقضاء العطلة الصيفية وكذلك الشباب، إضافة إلى البرنامج البديل هذه السنة الذي عكس مدى اهتمام الدولة بالأطفال وكذا قدرة مؤسساتها في تسيير وإنجاح البرنامج الذي كان يشكل تحديا كبيرا لكونه الأول من نوعه. وعلى اثر استحالة سفر الأطفال الصحراويين إلى الدول المضيفة كإيطاليا وإسبانيا لقضاء عطلهم في ضيافة العائلات المتضامنة ضمن إطار برنامج "عطل في سلام"، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدول لمواجهة جائحة كورونا، أعلنت الحكومة الصحراوية نهاية أبريل الماضي عن تسطير برنامج مخصص لهذه الشريحة من أبناء الشعب الصحراوي، يجرى تنظيمه بمخيمات اللاجئين و بالأراضي المحررة. إقرأ أيضا: لجنة صحراوية تطالب بإنشاء ولاية مقرر خاص معني بحقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة وحينها أوضح الناطق الرسمي للحكومة الصحراوية أن البرنامج سيشمل جوانب صحية وفقرات أخرى تهم الأطفال، وسيكون هناك اتصال بالجمعيات والعائلات التي دأبت على استضافة الأطفال للتخفيف من معاناتهم خاصة في اسبانيا. وكانت اللجنة الوطنية الصحراوية المشرفة على برنامج "عطل في سلام" أعلنت بداية شهر أبريل الجاري عن تعليق البرنامج لصائفة 2020 نظرا للظرفية التي يشهدها العالم جراء انتشار جائحة كورونا. وأوضحت اللجنة أن قرارها بالتعليق جاء بعد التشاور مع مختلف المتعاونين الشركاء وخاصة الحركة التضامنية من جمعيات ولجان ومؤسسات وعائلات في مختلف الدول، وتقديرا للظروف التي تمر بها حركة التضامن الدولية إلى جانب حرصها على تكريس وتغليب القيم الإنسانية وترقية التعاون وتعميق مفهوم التضامن بين الشعوب، ومواجهة التحديات الحالية بوعي ومسؤولية. ويؤكد الصحراويون على أهمية برنامج "عطل في سلام" الذي شكل إضافة إيجابية ونوعية لمختلف المساهمات الإنسانية التضامنية المتميزة التي قدمتها الحركة التضامنية في مختلف أرجاء المعمورة للشعب الصحراوي الذي يقاوم ويناضل منذ ما يزيد على أربعة وأربعين سنة من أجل الحرية والكرامة، وساهم بشكل فعلي وملموس في التخفيف من معاناة ألاف الأطفال الصحراويين المتعددة الأوجه، وشكل جسرا ونموذجا قل نظيره للتعايش الحضاري والسلمي بين الشعوب، وفضاء للتبادل الثقافي ووعاء لتكوين المعارف واكتساب الخبرات والتجارب وتنمية المقدرات لدى ألاف الأطفال الصحراويين من الجنسين . ويساهم برنامج "عطل في سلام"، المنظم منذ عدة سنوات، في تخفيف معاناة ألاف الأطفال الصحراويين عبر برنامج متنوع يلبي مختلف الاحتياجات التربوية، الثقافية والتحسيسية، الرياضية والترفيهية لهم.