دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، العالم إلى إنهاء الحقبة الذرية، وذلك بمناسبة ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على مدينتى هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين قبل 75 عاما من قبل القوات الامريكية، والتي توافق 6 أغسطس الجاري. وقالت اللجنة - في بيان اليوم السبت - "إن هذه الذكرى تحل في وقت يرتفع فيه خطر استخدام الأسلحة الذرية إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب الباردة حيث ازدادت وتيرة الصدامات العسكرية التي تشارك فيها دول نووية و حلفائها كما أن بعض الدول المسلحة ذريا وجهت تهديدات صريحة باستخدامها". وأضافت اللجنة أنه الى جانب ذلك "يجري التخلي عن الاتفاقات الخاصة بالتخلص من الترسانات الحالية بينما تُطور أسلحة نووية جديدة، ما يضع العالم على المسار الخطير لسباق تسلح نووي جديد". وأشارت اللجنة الدولية إلى أن "هذه التطورات تضيف إلحاحا لجهود المجتمع الدولي لحظر وإزالة هذه الأسلحة غير المقبولة"، موضحة أن "الأدلة التي لا جدال فيها على تأثيرها الكارثي تجعل من المشكوك فيه للغاية أن استخدامها يمكن أن يمتثل للقانون الإنسانى الدولي". وحذر رئيس اللجنة الدولية بيتر مورير، من خطر استخدام الأسلحة الذرية مرة أخرى، حيث يتم التخلي عن معاهدات الحد من الترسانات الذرية ومخاطر الانتشار كما يتم إنتاج أنواع جديدة من الأسلحة الذرية إضافة إلى تهديدات خطيرة. وقال "إن هذا سباق تسلح مخيف وأنه يجب دفع جميع الدول لحظر الأسلحة الذرية ودفع الدول الحائزة للأسلحة الذرية للتفاوض بحسن نية على خطوات نحو إزالتها". بدوره، قال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) فرانشيسكو روكا : "إن المجتمع الدولي لن يكون قادرًا على مساعدة جميع المحتاجين بعد حدوث انفجار نووي. إذ أن انتشار الأمراض الناتجة عن التعرض للإشعاع، وانخفاض إنتاج الأغذية، والنطاق الهائل للتدمير والتلوث، سيجعل أي استجابة إنسانية مؤثرة غير كافية. فلا توجد دولة مستعدة للتعامل مع المواجهة النووية". وقد أثنى السيدان ماورير و روكا على الدول التي انضمت بالفعل إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية وشجعا جميع الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، ما يضمن عدم تكرار أحداث عام 1945 مرة أخرى. وقال الزعيمان إنه من الأهمية بمكان أن تصبح معاهدة حظر الأسلحة النووية قاعدة جديدة للقانون الدولي الإنساني. == دعوة ملحة لإزالة الاسلحة النووية نظرا لعواقبها الوخيمة على البشرية == وقال السيد روكا: "أصبح الأمر أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة للفت الانتباه إلى العواقب الوخيمة واللاإنسانية للأسلحة النووية. يجب أن نشير بطريقة واضحة لا لبس فيها إلى أن استخدامها، تحت أي ظرف، سيكون غير مقبول من الناحية الإنسانية والأخلاقية والقانونية". ومن جهته صرح السيد ماورير إن "الأسلحة ذات العواقب الإنسانية الكارثية لا يمكن أن ينظر إليها كأدوات موثوقة لإحلال الأمن." ولفت بيان اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى إنه إثباتا للدعم الواسع لعالم خال من الأسلحة الذرية فإن 122 دولة اعتمدت في يوليو 2017 معاهدة حظر الأسلحة الذرية والتي ستصبح ملزمة بعد تصديق 50 دولة عليها ( حتى الان صدقت 40 دولة فقط ) وحيث تحظر المعاهدة تطوير واختبار وتخزين وإنتاج وتمركز ونقل أو التهديد باستخدام هذه الأسلحة، أما بالنسبة للدول المسلحة ذريا التي تنضم إلى المعاهدة فتنص المعاهدة على إطار زمني محدد للتخلص من برنامج أسلحتها الذرية. وكانت طائرات أمريكية من طراز (29- B) أطلقت في صباح السادس من أغسطس عام 1945 قنبلة ذرية (سلاح جديد حينها) على هيروشيما اليابانية تسبب في تدمير كلي للمدينة وأودى بحياة ما يقدر بنحو 70،000 شخص على الفور كما خلف اشعاع القنبلة عشرات من الاشخاص يعانون من إصابات مختلفة مزمنة. وبعدها بثلاثة أيام، في التاسع من الشهر ذاته ، دمرت قنبلة نووية ثانية مدينة ناغازاكي، ما أسفر عن مقتل 39،000 شخص على الفور. لم يكن هذا كل شيء، فبحلول عام 1950، كان ما يقدر بنحو 340،000 شخص قد لقوا حتفهم نتيجة لآثار القنبلتين، ومن بينها الأمراض الناجمة عن التعرض للإشعاع. يوجد أكثر من 14،000 قنبلة نووية في العالم اليوم، الآلاف منها جاهزة للإطلاق ، حسب المراقبين. وتبلغ قوة العديد من تلك الرؤوس الحربية أكبر من القنبلتين الذريتين اللتين قصفتا هيروشيما وناغازاكي بعشرات المرات.