أكد السفير الصحراوي المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، أن العمل العدواني المغربي بالكركرات، جنوب غرب الصحراء الغربية، أطلق رصاصة الرحمة على اتفاق وقف إطلاق النار، مما تسبب في انهياره واندلاع الحرب التي فرضت مجددا على الشعب الصحراوي وقيادته. السفير الصحراوي أبرز في مقابلة صحفية مع يومية (إل مانيفيستو) الايطالية، ان العمل الدنيء الذي قام به المغرب وقواته بمنطقة الكركرات "أطلق رصاصة الرحمة على اتفاق وقف إطلاق النار ودخول فعلي لمرحلة جديدة وحاسمة في كفاح الشعب الصحراوي للدفاع عن الحق في الحرية والكرامة والسيادة"، مشددا على أن الحرب قد اندلعت بالفعل وجبهة البوليساريو شرعت في اتخاذ جميع التدابير الضرورية للرد بحزم على أي عدوان عسكري آخر من الرباط. إقرأ أيضا: ولد السالك: نهاية الحرب مرهونة بإنهاء المغرب احتلاله للصحراء الغربية واوضح ان الاشتباكات العسكرية الحالية في الصحراء الغربية، قد اندلعت بالفعل لحظة هجوم نفذته قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين المتظاهرين أمام الثغرة غير القانونية في الكركرات، الأمر الذي تصدى له الجيش الصحراوي بحزم من أجل حماية المدنيين وفي إطار حق الرد المكفول على خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار. وحذر السيد أبي بشرايا البشير من استمرار تصاعد حدة التوتر ومن رد فعل الاحتلال المغربي التي سيكون أول ضحاياها هم النشطاء الصحراويون في الأراضي المحتلة والسجناء السياسيون بالسجون المغربية. السفير الصحراوي رأى في الخطوة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال المغربي "دليل أخر للمجتمع الدولي يكشف الوجه الحقيقي للنظام المغربي العدواني والبربري"، مشيرا إلى أن الجيش الصحراوي كان مجبرا على الرد على هذا العمل الدنيء الذي تسبب بشكل مباشر في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وإندلاع الحرب التي فرضت مجددا على الشعب الصحراوي وقيادته. وعاد الديبلوماسي، في حديثه، الى الوراء قليل عندما قررت فعاليات المجتمع المدني الصحراوي في ال21 أكتوبر المنصرم وبشكل عفوي تنظيم مخيم احتجاجي في المنطقة للمطالبة بإغلاق الثغرة غير القانونية التي يستغلها المغرب لتوطيد سياسته في نهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي، مذكرا بأن سبب الاحتجاج يعود بشكل أساسي إلى حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب الصحراوي بعد فشل الأممالمتحدة وبعثتها (المينورسو) منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1991، في تنفيذ المهمة التي فوضت لها والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي كجزء من خطة التسوية الأممية الإفريقية. وحمل المسؤول الصحراوي دولة الاحتلال المغربي المسؤولية كاملة إزاء العدوان المغربي والعواقب الناجمة عنه ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لإيجاد حل نهائي للنزاع على أساس التصفية النهائية للاحتلال من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا. من جهة أخرى، شدد الديبلوماسي الصحراوي، على أن الخيار الوحيد أمام الشعب الصحراوي هو المقاومة من أجل الاستمرار في الوجود، وبأن جبهة البوليساريو ومنذ توقيع وقف إطلاق النار، حاولت دائما مواصلة الكفاح السلمي في إطار القانون الدولي الذي يعترف بالصحراء الغربية كأرض محتلة من قبل المغرب وبحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مضيفا في ذات السياق أنه وبعد نسف الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، انتقل الكثير من الشباب في مخيمات اللاجئين للانضمام إلى جيش التحرير لمواصلة الكفاح بعد فشل كل الجهود السلمية في تنظيم استفتاء تقرير المصير. إقرأ أيضا: الكركرات: مواصلة الجيش الصحراوي قصفه لمواقع جنود الاحتلال لليوم الثالث في حديثه الى الصحيفة الايطالية ثمن المسؤول الصحراوي دعم ايطاليا لقضية بلاده وللشعب الصحراوي في نضاله الا انه انتقد بالمقابل مواقف بعض البلدان التي "تعيق جهود جبهة البوليساريو من أجل احترام الشرعية الدولية، على غرار إسبانيا المسؤولة قانونيا وتاريخيا وسياسيا عن إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وكذا فرنسا التي طالما اختارت المصالح السياسية والاقتصادية ودعم السياسة الاستعمارية للرباط على مستوى الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي".