توفي يوم الثلاثاء بمدينة ليون الفرنسية أسقف الجزائر السابق، هنري تيسيي إثر سكتة دماغية عن عمر ناهز 91 سنة، بحيث كان رجل سلام مدافعا عن حوار الأديان ولطالما سعى إلى تكريس العيش معا من خلال توطيد أواصر الصداقة الإسلامية والمسيحية. في هذا الاطار, أشاد الوزير الأول, عبد العزيز جراد في رسالة تعزية نشرت على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بشغف الراحل "بتاريخ الجزائر وكان مكتشف مذكرات الأمير عبد القادر وظل مدافعا عن قيم التسامح والتعايش وحوار الأديان, تعازي الخالصة إلى عائلة الفقيد وكل رفقائه". واستطرد يقول "يفارق هذه الحياة رئيس أساقفة الجزائر السابق هنري تيسيي، الذي ارتبط بالجزائر الوطن, وأحب الجزائريين الذين عاش معهم طيلة حياته". ومن جهته، قال رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل في رسالة تعزية أنه "برحيل هنري تيسيي, وارث سر الكاردينال إتيان ليون دوفال الذي ساند بإخلاص ثورة نوفمبر المجيدة, تفقد الكنيسة والساحة الدينية في الجزائر أحد خدامها المخلصين في جميع مناحيها". ولم يفوت وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي لتعزية عائلة الراحل الذي كان "محبا للجزائر التي لم يغادرها حتى في أحلك الظروف، مرافعا عنها شاهدا على مراعاتها لمبدأ الحرية الدينية وحمايته, مندمجا مع القضايا الوطنية وملما بالثقافة العربية والإسلامية، وداعيا إلى حوار الحضارات ومحافظا على جميع الأديان والمقدسات وعلى قيم التعايش والسلام". ولما كان شديد التعلق بالجزائر، حصل الفقيد على الجنسية الجزائرية سنة 1966. اقرأ أيضا : وفاة الاسقف تيسيي: الجزائر تفقد رجل دين متميز متمسك بحوار الأديان هذا وأكد البروفيسور مصطفى الشريف، وزير سابق حائز على جائزة اليونسكو للحوار بين الثقافات، أن الأسقف تيسيي "أحب الجزائر وتبناه بلد الفاتح نوفمبر بمنحه الجنسية عام 1966. وهو الوريث الجدير للأسقف دوفال الذي انحاز إلى الشعب الجزائري خلال الثورة المجيدة، بحيث يعكس الأسقف تيسيي صورة أولئك الأساقفة الكاثوليكيين الإنسانيين". وإذ وصفه "بالمدافع عن الصداقة الاسلامية-المسيحية"، استذكر السيد مصطفى شريف الندوة الدولية الإسلامية- المسيحية التي عقدت في قرطبة (إسبانيا)، في عام 1974، لما "سُمح لمجموعة المشاركين المسلمين بالقيام بصلاة يوم الجمعة في المسجد الشهير بقرطبة بناء على تدخل الأسقف تيسيي لدى أسقف قرطبة". في حين وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، بوزيد بومدين السيد تيسيي ب"الجزائري الوطني الذي عمل طيلة حياته على ترقية القيم الإنسانية". وتابع قائلا "لقد ساهم الراحل في إرساء مناخ ملؤه التسامح والحوار بين مختلف الطوائف"، مشددا على أن "هذه الشخصية العظيمة آثرت البقاء في الجزائر خلال العشرية السوداء". ووصف من جهته الأسقف بول ديفارج الراحل قائلا "كان شغوفا بالجزائر، بشعبها ولغتها وثقافتها، ومولعا بشخصية الأمير عبد القادر"، معتبرا أنه "هو من قاد كنيسة الجزائر إلى بر الأمان خلال العشرية السوداء". يذكر أن هنري تيسيي ولد يوم 21 يوليو 1929 بمدينة ليون الفرنسية، وهو قس كاثوليكي فرانكو-جزائري تم تعيينه كراعي للأبريشية الجزائرية سنة 1955 ثم أسقف وهران من طرف البابا بولس السادس سنة 1972 قبل أن يصبح أسقف الجزائر بين 1988 و2008. وحسب الأسقف بول ديفارج، فإن جثمان الفقيد الذي أقام فترة طويلة بمدينة تلمسان سيوارى الثرى بالجزائر.