أصر المشاركون في حلقة نقاش رفيعة المستوى حول "آخر مستعمرة في إفريقيا، الصحراء الغربية والقانون الدولي" نظمت بمدينة نيويوركالأمريكية، على ضرورة عرض جرائم المغرب ضد الصحراويين على محكمة الجنايات الدولية وغيرها من الهيئات القضائية الدولية، مستهجنين فشل بعثة المينورسو الأممية لغاية الآن في تنظيم استفتاء لتقرير المصير، الحق الشرعي للشعب الصحراوي. وجاءت مطالبة المشاركين في الندوة بعد استعراض مطول للجرائم التي ارتكبها ولايزال الاحتلال المغربي منذ 1975 بحق الشعب الصحراوي بالأراضي الصحراوية المحتلة وبالمغرب والاغلاق الذي يفرضه على الاراضي المحتلة بوجه وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين لمنعهم من الوصول الى الاقليم. واشترك في تنظيم الندوة المرصد الدولي من أجل الصحراء الغربية ولجنة التضامن الأمريكية مع الشعب الصحراوي وقد جمعت ممثلين عن المجتمع المدني وأكاديميون دبلوماسيين و باحثين ومحامين دوليين. واشارت وكالة الانباء الصحراوية الى ان حلقة النقاش أطرت من قبل الدكاترة جاكوب ماندي، كارلوس رويث ميغيل وجيفري سميث. إقرأ أيضا: كان على الأممالمتحدة إخطار مستشارها القانوني بشأن فتح قنصليات في الصحراء الغربية وتناول المتدخلون الوضع في الصحراء الغربية من منظور القانون الدولي باعتبارها إقليما غير متمتع بالاستقلال تحت رعاية الأممالمتحدة. وقدموا إحاطة تاريخية حول احتلال الصحراء الغربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، والتي تدعو منذ عام 1961 إلى حق تقرير المصير للسكان الأصليين للصحراء الغربية. وعرج المتدخلون على عدة قضايا متعلقة بفشل بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو) في تنظيم استفتاء تقرير المصير طبقا لمخطط التسوية الأممي الإفريقي لعام 1991 والذي وقع عليه طرفا النزاع جبهة البوليساريو والمغرب. وعالج المتحدثون بصورة شاملة الوضعية القانونية للمنطقة المحتلة التي تصنفها الأممالمتحدة إقليما غير مستقل، إضافة إلى اعتراف أزيد من 80 دولة بالجمهورية الصحراوية العضو المؤسس بالاتحاد الإفريقي. كما أبرزوا المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية لإسبانيا باعتبارها القوة المديرة للإقليم وفشلها في تنظيم استفتاء لتقرير المصير طبقا لقرار محكمة العدل الدولية الصادر سنة 1975 وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبعد العروض المقدمة من طرف المحاورين، تم فتح حوار تفاعلي أشار فيه العديد من المتدخلين إلى الإعلان أحادي الجانب المتخذ مؤخرا من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي تم وصفه بأنه غير قانوني وغير أخلاقي ويشكل خرقا سافرا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. إقرأ أيضا: الإعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية يتعارض مع القانون الدولي وخلال الندوة تحدث العديد من المتدخلين عن التقارير الموثقة والمتعلقة بجرائم الحرب التي ارتكبها المغرب في حق الشعب الصحراوي منذ احتلاله الصحراء الغربية سنة 1975 واكدوا على ضرورة أن تتم متابعتها من طرف محكمة الجنايات الدولية وغيرها من الهيئات القضائية الدولية والوطنية. بعض القضايا ذات الصلة بموضوع انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات المرتكبة في ظل الحظر المفروض على وسائل الإعلام ومنع وصول المراقبين الدوليين إلى الإقليم، تم تناولها أيضا من طرف المشاركين في الندوة الى جانب موضوع استمرار نهب الثروات الطبيعية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية في انتهاك للقانون الدولي.