قال الضابط المغربي السابق والناشط المعارض ، مصطفى أديب، إنه كل ما اشتد الأمر على النظام المغربي يلجأ إلى استعمال مختلف الطرق لإلهاء الشعب عن الواقع المر الذي يعيشه، بما في ذلك اختلاق أخبار فساد جنسي ومالي وكذا الإساءة إلى الجزائر. وأوضح مصطفى أديب- في تصريح ل (وأج)- بأن النظام المغربي يلجأ إلى "وسائل تلهية مستعملا وسائط التواصل الاجتماعي، ومختلقا كوراث إنسانية اجتماعية، كأخبار فساد جنسي ومالي، حتى يلهي الشعب عن الواقع المر الذي يعيشه من تفقير وتجهيل، وتصوير الجزائر على أنها العدو، إلا أن هذا لم يعد نافعا"، مواصلا "يتضح بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أن الشعبين المغربي والجزائري شقيقين ولا يمكن استعمال فزاعة الجزائر". ووصف الضابط المغربي السابق قضية الصحراء الغربية، بأنها "مسألة وجود" بالنسبة للنظام القائم في المغرب، "لأنه استثمر فيها عرشه الصوري وغير الشرعي ومستقبله"، مؤكدا أنه في حال ما ذهبت الصحراء من بين يدي العاهل المغربي " فسوف يذهب النظام برمته". وأبرز أن الشعب المغربي "يتذكر جيدا كم من الأموال تم تبذيرها وصرفها على الجيش المغربي" في الصحراء الغربية المحتلة، وكم من أموال أخذت من الأقاليم المغربية، واستثمرت في الأقاليم الجنوبية من أجل بناء مشاريع وطرقات". وقال السيد أديب، الضابط السابق في القوات الملكية الجوية المغربية، إن من تداعيات العودة إلى الكفاح المسلح "أن يتذكر العالم بأن هناك شعبا من حقه تقرير مصيره.. شعب طال انتظاره وصبره"، وهذا "سيدفع النظام المغربي إلى التوجه مرة أخرى صوب الاممالمتحدة مستنجدا كما حدث في الحرب الأولى بين الجيش الوطني الصحراوي والجيش المغربي". وأصر على أن النظام المغربي يستعمل تقنيات "البروباغندا القديمة التي لم تعد تنفع، ويحاول من خلالها تظليل الشعب والجيش المغربي، حيث أن بعض الوحدات والفيالق لا تعلم ماذا يقع في الفيالق المجاورة، وذلك حفاظا على معنويات الجيش مرتفعة، ولإيهام الشعب بأن الأمور تسير بخير، وهي سياسة فاشلة". إقرأ ايضا: إدانة المؤرخ المغربي معطي منجب: التصويت على مذكرة مساندة بجامعة تور الفرنسية وواصل: "أظن أن نتائج الحرب القائمة حاليا، ستؤدي إلى نفس نتائج المرة الماضية، وستكون لصالح كفاح الشعب الصحراوي"، حيث أنه "بعد بضعة أشهر تجف ميزانية الجيش ويحتاج النظام إلى المال لدعم حالة الاستنفار على طول 2700 كلم 24/24 ساعة، ... وسنراه يتخبط خبط عشواء، ويطالب بالعودة إلى وقف إطلاق النار". أما بشأن تطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني، فرد مصطفى أديب "بكل صراحة جميع العلاقات الأساسية والضرورية كانت قائمة، فقط خرجت من السرية إلى العلنية". وأوضح أن "من تفاجأ حقا من عملية التطبيع كان الشعب المغربي"، مضيفا "عن نفسي كنت أعلم وأنا في الجيش بأننا مطبعين، لأن هناك علاقات عسكرية وعلاقات صيانة وبيع بعض الأسلحة للمغرب، لكن بالنسبة للمدنيين الأمر كان مفاجئا". وعن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، فأجاب: "أحمق من يظن بأن ترامب قرر وبإمكانه منح ما لا يملك لمن لا يستحق، الان اتضح الامر القرار صار في عداد الآيلين للسقوط، وإدارة بايدن تتجه نحو إلغاء العديد من القرارات، علما أن هذا ليس بقرار وإنما هو فقط تصريح، لا قيمة له". وتأسف السيد أديب لغياب رأي عام في المغرب، حاليا، رغم علم المغاربة بأن "الملك ونظامه يكذبون عليهم، وأن النظام فاسد وكل الوعود التي يقطعها لا يفي بها"، مشيرا إلى أنهم "يعيشون في حالة شيزوفرنيا للأسف، خوف من النظام من جهة وأمل العيش ولو كان بسيطا من جهة أخرى، المهم أن لا يتم اعتقالهم والتنكيل بهم، لذلك هم لا يأبهون بما يقع في الصحراء ولا يبحثون عن معرفة الحقيقة، ومن يعرفها يتنكر لها". وتألم المتحدث لوضعية حقوق الإنسان في المغرب، التي تشهد "تراجعا خطيرا"، كما قال، موضحا "صار التعذيب النفسي وحتى تعذيب العائلات، وهي أشياء لم تكن تقع في سنوات الرصاص سابقا، حاضرا، الآن أصبحت تلفق تهم لا علاقة لها بالسياسة، تهم واهية للمعارضين والمنتقدين للملك وللنظام، لعلم الأخير بأنه غير شرعي وقد يسقط في أي لحظة". وواصل قائلا: "التعذيب لازال متواجدا في السجون، القضاء صار أكثر فسادا، فمنذ السبعينيات إلى الآن لم يعد هناك قضاء في المغرب، هناك بنايات تسمى محاكم، لكن داخلها لا يوجد عدل، ما أدى إلى تفشي الفساد والجرائم، واستطاع النظام العودة إلى ما هو أقوى من سنوات الرصاص".