اعتبر المحلل السياسي الشيلي، استيبان سيلفا كوادرا أنه بإمكان الجزائر والشيلي اللتين "تربطهما علاقة عميقة وحيوية منذ القدم" بناء "رؤى و أعمالا مشتركة" في السياسة الدولية من أجل ضمان "نظام جديد أكثر عدلا بالنسبة لشعوب العالم". ففي حوار خص به "لاباتري نيوز" (La Patrie News)، صرح السيد كوادرا يقول "تربط الجزائر والشيلي، منذ القدم، علاقة عميقة حيوية مستمدة من مجتمع و ديبلوماسية الشعبين سيما و أن الشعب الشيلي و منظماته كانا دوما متضامنين مع الشعب الجزائري في حربه التحريرية من أجل الاستقلال". و يرى هذا المختص في علم الاجتماع أن البلدين "يمكنهما بناء رؤى وأعمالا مشتركة في السياسة الدولية من أجل ضمان في هذا القرن ال21 و في مرحلة ما بعد كوفيد-19 نظاما جديدا يكون أكثر عدلا بالنسبة لشعوب العالم" . في هذا الصدد، ذكر المتدخل أنه "في سنوات السبعينيات و تحت اشراف حكومتي الرئيسين سلفادور أليندي و هواري بومدين كان هناك اجماع و رؤى مشتركة بخصوص الكفاح من أجل نظام عالمي جديد و من أجل استرجاع السيادة على مواردنا الطبيعية و الاستراتيجية". كما أردف "عملنا خلال هذه الفترة سويا من أجل برنامج مشترك على مستوى حركة عدم الانحياز". إقرأ أيضا: الصحراء الغربية / فلسطين: التضامن الدولي يجب أن يكون "أولوية" من جهة أخرى، ذكر السيد كوادرا سيلفا أنه "بعد الانقلاب على أليندي كان الشعب الجزائري وحكومته متضامنين مع الشعب الشيلي و كفاحه كما استقبلوا آلاف المنفيين. أخيرا و عندما استعاد الشيلي ديمقراطيته اقترحت الحكومة الجزائرية على الشيلي برنامج تعاون هام في مجال الغاز و الطاقة و هي أجندة تم استئنافها و اعتمادها في الحاضر"، على حد قوله. وأكد السياسي أيضا على ضرورة "بناء نهج متعدد الأطراف، جديد وحقيقي، يقوم على احترام القانون الدولي والحق في تقرير المصير والسيادة الاقتصادية من أجل تحقيق تنمية عادلة لشعوبنا". ويرى استيبان سيلفا إن تعميق العلاقات الثنائية بين الشيلي والجزائر "يتوفر على إمكانات هائلة في حد ذاته ويشكل كذلك نقطة ارتكاز شديدة يقوم عليها المستقبل كخطوة نحو تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والصناعية والتجارية مع افريقيا". وأوضح المسؤول أن "الشيلي يشهد حاليا عملية تغيير هامة جدا"، مستطردا يقول "إننا نشهد عملية اعادة بناء دستوري ستسمح بالخروج بدستور جديد ومؤسسات وسلطات جديدة". واعتبر أنه "في هذا السياق التاريخي الجديد، بوسعنا ويجب علينا التطلع لعلاقة جديدة وأجندة جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية واقامة شراكة جديدة بين المؤسسات العمومية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كلا البلدين". واضاف يقول في الأخير "يجب علينا تطوير التعاون في مسائل متعددة، كالطاقة والصيد البحري والضمان الاجتماعي والأمن الداخلي والتبادلات الثقافية".