أكد المدير العام للغابات, علي محمودي, يوم الثلاثاء بولاية خنشلة, أن من شأن الاستثمار في المنتجات الغابية غير الخشبية "أن يساهم في تحسين ظروف معيشة سكان مناطق الظل". وأوضح السيد محمودي, خلال الكلمة التي ألقاها بالمدرسة الوطنية العليا للغابات بخنشلة بمناسبة إشرافه على وضع حيز الخدمة لوحدة تقطير الزيوت الأساسية للنباتات الطبية والعطرية و ذلك في إطار زيارة عمل إلى الولاية, أن الاستغلال الأمثل والمنظم للمنتجات الغابية غير الخشبية والنباتات الطبية والعطرية في شاكلة الإكليل الجبلي والصنوبر الثمري والخروب "سيمكن سكان مناطق الظل والمناطق الريفية من مصادر دخل هامة ستحسن ظروفهم المعيشية والمساهمة في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني". وأضاف ذات المسؤول أن نتائج مشروع تثمين المنتجات الغابية غير الخشبية والذي بادرت إليه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ممثلة في المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة "فاو" بدأت تظهر من خلال عشرات المؤسسات المصغرة والناشئة التي شرعت في الاستثمار في النباتات الطبية والعطرية عبر أربع ولايات نموذجية هي خنشلة و قسنطينة والبليدة ومستغانم. و حسب المدير العام للغابات, فإن دعم قطاعه لمثل هذه المشاريع من خلال مرافقة سكان المناطق الريفية والغابية وتوفير كل الظروف من تكوين نظري وتطبيقي الغرض منه هو تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الغابية غير الخشبية وخاصة النباتات الطبية والعطرية ومرافقتهم في كافة المراحل التي تسمح لهم باستحداث مؤسسات مصغرة والاستثمار في هذا المجال المستحدث للثروة. كما أكد السيد محمودي, في نفس السياق, أن مشروع تثمين نبتة إكليل الجبل بولاية خنشلة سيسمح للباحثين والطلبة وكل المهنيين المهتمين بهذه الشعبة بتطوير وتثمين المواد الغابية غير الخشبية بالإضافة إلى المشاركة في المحافظة وحماية الغابات من خطر الحرائق ومختلف أشكال الاعتداءات التي تتعرض لها من طرف المخربين. اقرأ أيضا: مناطق رطبة بالجلفة: تصنيف مناطق الضايات في صلب أهداف محافظة الغابات بالولاية وأشار أيضا إلى أن مشروع تثمين نبتة الإكليل الجبلي بخنشلة قد كلّل اليوم بوضع حيز الاستغلال لوحدة تقطير الزيوت الأساسية للنباتات الطبية والعطرية بقدرة استخلاص تصل إلى 1500 لتر والتي سيكون لها دور كبير في تحسين مداخيل سكان مناطق الظل, على حد قوله. من جهته, أكد محمد الأمين حموني, ممثل منظمة "الفاو" بإفريقيا, أنه حضر اليوم إلى ولاية خنشلة في مهمة عمل للإشراف على وضع حيز الاستغلال لوحدة تقطير الزيوت الأساسية للنباتات الطبية والعطرية وتأكيد دعم منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة للتوجهات الهادفة إلى تطوير المنتوج الغابي غير الخشبي, مشيرا إلى أن هذا المشروع قد أعطى "نتائج مشجعة ظهرت من خلال العدد المتزايد للمؤسسات المصغرة المستثمرة في هذه الشعبة". وأضاف بأن منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة ستواصل العمل من أجل الاستمرار في دعم المشاريع الخاصة بتثمين المنتجات الغابية غير الخشبية و ذلك بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ممثلة في المديرية العامة لغابات. بدوره, أفاد نسيم جابو أستاذ بجامعة تلمسان و خبير في مجال استغلال النباتات الطبية والعطرية أنه تم في وقت سابق إجراء عملية إحصاء عبر ثلاث مناطق غابية ببلديات خيران و طامزة ولمصارة بولاية خنشلة أكدت على وجود أكثر من 40 ألف هكتار تحتوي على نبتة إكليل الجبل يمكن من خلالها إنتاج 35 طنا من زيت هذه النبتة بقيمة مالية إنتاجية تقدر ب30 مليار دج. وكانت محافظة الغابات لولاية خنشلة قد قامت في إطار مشروع تثمين المنتوج الغابي غير الخشبي بتنظيم أيام تحسيسية بأهمية الاستثمار في الشعبة لفائدة 530 مواطنا لتشرع في تكوين مسيري 24 مؤسسة مصغرة أبدى مسيروها نيتهم في الاستثمار في شعبة النباتات الطبية والعطرية و ذلك عبر بلديات طامزة و بوحمامة وعين الطويلة ولمصارة, حسب ما تمت الإشارة إليه.