اقترحت اللجنة السودانية العليا لسد النهضة تحويل آلية المفاوضات الحالية لمسار رباعي يمثل فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. وأعربت اللجنة خلال اجتماع أمس الأربعاء عن ثقتها في مقترح فريق التفاوض للمضي قدما في التواصل مع الاطراف الدولية الأربعة لشرح فكرة الوساطة الدولية الرباعية حول سد النهضة, حسب ما افادت وكالة الأنباء السودانية "سونا". وشددت اللجنة على ضرورة "رفض اتجاه إثيوبيا لتنفيذ الملء الثاني لبحيرة السد قبل التوصل لآلية تنسيق مشتركة بين البلدين". ويدعو السودان إلى توسيع مظلة التفاوض المتعلقة بالسد على أن تشمل مع الاتحاد الأفريقي كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ليتحول دور هذه المؤسسات من مراقبين لوسطاء. وكان وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين أعلن الاثنين عن تقديم بلاده اشتراطات للاتحاد الأفريقي للعودة إلى المفاوضات في ملف سد النهضة, مؤكدا "تمسك الخرطوم بلعب خبراء الاتحاد الافريقي دورا أكبر لتذليل عملية التفاوض". ووفق بيان لمجلس السيادة السوداني, أعرب قمر الدين عن أمله في أن تكون الدورة الجديدة للاتحاد في فبراير المقبل جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه السودان . وأوضح أن المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث مباشرة, والتي تباعدت مواقفها منذ البداية, مؤكدا "تمسكه بلعب خبراء الاتحاد دورا أكبر لتذليل عملية التفاوض". وأشار إلى احتجاج السودان للاتحاد الأفريقي وإثيوبيا على عزم أديس أبابا مواصلة عملية ملء السد للعام الثاني في يوليو المقبل بدون اتفاق واصفا ما يتم بأنه خرق للقانون الدولي. اقرأ أيضا: استئناف مفاوضات سد النهضة يوم الأحد بين وزراء الري من السودان ومصر وإثيوبيا وفي 4 يناير الجاري, رفضت الخرطوم المشاركة في اجتماع ثلاثي عبر الفيديو مع مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة قالت إنه لم يقر مطلبها بخصوص تعظيم دور خبراء الاتحاد الأفريقي والمراقبين عبر اجتماعات ثنائية . وكانت الخرطوم أعلنت الأحد الماضي فشل اجتماع سداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض بشأن سد النهضة ورفع الأمر للاتحاد الأفريقي. وواجهت مفاوضات سد النهضة التي ينخرط فيها السودان مع إثيوبيا ومصر منذ عام 2011, خلافات مفاهيمية وقانونية كبيرة. وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرةوالخرطوم, فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا. ويمتد مشروع سد النهضة على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع ويبلغ ارتفاعه نحو 170 مترا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا ويعمل في إنشاء السد نحو 8500 شخص على مدار ال 24 ساعة. وتصل السعة التخزينية للسد نحو 74 مليار متر مكعب وهي تساوي تقريبا حصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل.