أكدت وزيرة الثّقافة والفنون مليكة بن دودة يوم الاثنين ببومرداس على"أهمية وضرورة التثمين الاقتصادي" لكل المواقع والمعالم الأثرية عبر الوطن من الناحية الثقافية والسياحية حتى تعود بالفائدة على محيطها. وقالت السيدة بن دودة في تصريح صحفي عقب زيارة تفقد ومعاينة لعدد من المشاريع الثقافية والمواقع الأثرية عبر الولاية, بأن "الوقت قد حان لفتح المجال أمام الاقتصاد الثقافي" من خلال "الاستثمار في المواقع والمعالم الأثرية والثقافية وفق دفتر شروط لضبط هذا الاستثمار". ولفتت الوزيرة الانتباه إلى أهمية إدراج الموقع الأثري "مرسى الدجاج" بزموري (شرق الولاية) الذي اكتشف سنة 2006 في هذا الإطار الجديد ب"تثمينه ثقافيا وسياحيا" حتى يعود بالفائدة من الناحية الاقتصادية على محيطه المباشر. "ومن الممكن أن يصبح هذا المعلم موقعا سياحيا وثقافيا بامتياز" من خلال المسار المرسوم له, كما أكدت الوزيرة التي استمعت, على مستواه, إلى مخطط حمايته وعملية تسييجه الجارية حاليا. وأضافت السيدة بن دودة بأنه "من الممكن جدا منح هذا الموقع, وفق دفتر شروط محدد, للمستثمرين الخواص من أجل تثمينه وترقيته ليعود بالفائدة على المنطقة وكل سكانها ". وتتمثل أهمية هذا المعلم الأثري الهام والخاص جدا, الذي يتربع على مساحة 6 هكتارات في "كونه يؤرخ للفترة الإسلامية (الرابع الهجري) التي تعتبر من الفترات التاريخية التي تتميز بندرة و قلة الآثار والمعالم الشاهدة على هذه الحقبة التاريخية في الجزائر", كما قالت. ومن جهة أخرى, وفيما تعلق بآخر مستجدات الوضعية الصحية للفنان صالح أوقروت المشهور بإسم "صويلح", أكدت الوزيرة بأن هذا الأخير "يوجد اليوم في فرنسا بمستشفى مهم ومتخصص في علم الأورام السرطانية و هو يحضى حاليا بالرعاية الصحية الكاملة وهناك أمل كبير لشفائه", شاكرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي وفر له كل ما يجب من دعم. وأثناء معاينة الوزيرة للمكتبة الرئيسية للمطالعة عبد الرحمن بن حميدة بوسط مدينة بومرداس التي دخلت مؤخرا حيز الاستغلال, أشارت إلى أن هذا "الصرح الثقافي ضخم جدا ومن شأنه أن "ينشط ويفعل الحياة الثقافية بالولاية من خلال ما يضمه من فضاءات كبيرة خصصت للنوادي والجمعيات و قاعات للمحاضرات وغيرها". بعد لقاء الوزيرة مع عدد من ممثلي النوادي الأدبية والشعراء والأدباء, كشفت بأن مصالحها الوزارية ستقوم بتقديم الإعانة الضرورية لاستحداث "إقامات إبداعية" على مستوى هذه الدار لأنها "ملائمة و مناسبة جدا لتأطير إبداعات الشباب في المجال". كما أشرفت الوزيرة من مقر هذه المكتبة على إطلاق القافلة الولائية لتوزيع 13.000 كتاب عبر المناطق المعزولة والنائية عبر الولاية بالتنسيق مع مصالح مديرية التربية الوطنية . وتضمنت الزيارة كذلك استماع الوزيرة لعرض حول مخطط إعادة الاعتبار وتهيئة دار الثقافة رشيد ميموني بمدينة بومرداس, تبع ذلك التوقيع, بنفس هذه الدار, على اتفاقية حول تطوير المقاولاتية و المؤسسات الناشئة بين جامعة أمحمد بوقرة ومديرية الثقافة بالولاية . وببلدية دلس بشرق الولاية, عاينت الوزيرة مقر مقهى ثقافي تكفل بترميمه أحد الخواص و زارت بعدها متحف "سيدي الحرفي" بقصبة دلس العتيقة, لتشرف بعد ذلك على إطلاق إنجاز مشروع إعادة الاعتبار للمرحلة الأولى لمختلف الشبكات بهذه القصبة. وبحي "القيطون "ببلدية خميس الخشنة بغرب الولاية, أشرفت السيدة بن دودة على منح مجموعة من الكتب المدرسية لفائدة المدرسة الابتدائية " قرباب رابح".