ندّدت، أمس، وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، بالأعمال التخريبية التي تطال المعالم الأثرية الجزائرية، مؤكدة اتخاذ مصالحها لإجراءات عاجلة لتدارك الوضع الذي وصفته بالمؤسف والخطير كونه يهدد الذاكرة الجماعية للجزائريين. أكدت الوزيرة خلال تفقدها لبعض المواقع الأثرية بباتنة، في اليوم الثاني من زيارتها للولاية، أنها اتخذت عدة قرارات استعجالية وصارمة تهدف إلى حماية وتثمين التراث الأثري الذي تزخر به، وأسدت بن دودة جملة من التعليمات، على غرار تحويل معروضات المتحف القديم بالموقع الأثري لتازولت إلى بناية جديدة تسمح بعرض كل الكنوز المتحفية والمكتشفات الأثرية للسنوات الأخيرة أمام الجمهور، وذلك في متحف جميل وآمن يليق بمستوى حضارة وعراقة المنطقة وتاريخها الضارب في الأعماق. كما أمرت بن دودة باتخاذ إجراءات استعجاليه أيضا لفائدة ضريح ايمدغاسن ببلدية بومية، ودعمه بغلاف مالي معتبر يفوق 15 مليار سنتيم سيخصص لعملية ترميمه، يندرج في إطار قرار الوزير الأول عبد العزيز جراد، المتضمن رفع التجميد عن مخطط حماية وتثمين الموقعين الأثريين لتيمڨاد وضريح إيمدغاسن، حيث لاحظت بن دودة خلال زيارتها تأثرهما بالظروف المناخية والطبيعية التي تهدد وجودهما، وذلك بعدما استمعت لشروحات تقنية وافية حول عملية الترميم والتهيئة المبرمجة في الموقعين، والتي ستنطلق قريبا وبمتابعة شخصية وميدانية من مصالحها تضيف بن دودة . كما كانت الزيارة فرصة لإعلان الوزيرة عن قرب الشروع في عملية جرد ثقافي كلي ودقيق لكل الكنوز الموجودة بالمعالم الأثرية بالولاية، كاشفة عن إيفاد فريق فني وتقني مشترك من المختصين والخبراء من المركز الوطني للبحث في علم الآثار والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية للوقوف على واقع هذه المعالم الثقافية المحمية وطنيا، كما تعهدت بالالتزام رفقة السلطات الولائية باتخاذ كافة الإجراءات لإيصال الكهرباء والماء لها. وبخصوص مهمة هذا الفريق أوضحت بن دودة خلال وقوفها على بعض عمليات التشويه، التي طالت هذه المعالم، أنها تكمن في القيام حسبها «بأسبار أركيولوحية» بغية تحديد المنطقة الأثرية بتازولت، وتسييجها في أقرب وقت، لمنع تكرار عملية التخريب التي طالتها مؤخرا، وتركت استياء كبيرا لدى الجزائريين قبل أن تتدخل الوزارة وتوفد لجنة تحقيق للولاية. وفي إطار التعريف بكنوز القطاع، والاستثمار الثقافي فيها، أكدت بن دودة تثمينها للشراكة الفعالة بين الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية والمؤسسات الناشئة، من خلال إنشاء تطبيقات إلكترونية ذكية تسمح للسائح الوطني والأجنبي بالتعرف عن قرب وكثب بالصورة والصوت، على تاريخ وحضارة وعمق الموقع الأثري لتيمڨاد، الذي يشهد سنويا زيارات مئات الآلاف من المواطنين والسياح الأجانب.