ركز مسؤولو الأحزاب السياسية ومرشحو القوائم الحرة في آخر يوم من الأسبوع الأول للحملة الانتخابية للتشريعيات 12 يوينو على أهمية المشاركة القوية في الاستحقاق المقبل من أجل إحداث التغيير وضرورة الحفاظ على استقرار البلاد، حسبما أوردته اليوم الخميس الصحف الوطنية. وكتبت يومية "الشعب"، في تناولها لمضمون البرامج الانتخابية للقوائم المستقلة، وبعنوان "الحزب أم الكفاءة.. من يستميل الناخب؟" أن المترشح يقف اليوم ضمن قوائم الأحرار والأحزاب المهيكلة، على مسافة واحدة من صندوق الانتخابات، بعد أن ظل المترشح الحر لسنوات، كما تقول، مهمشا بسبب نظام الكوطة، الذي كان يحسم نتيجة الاقتراع قبل بدايته. وقالت أن قرارات السلطات العليا للبلاد فتحت في قانون الانتخابات "شهية" المترشحين الأحرار من الشباب والكفاءات لدخول غمار الانتخابات التشريعية المبكرة وتجاوزت لأول مرة قوائم الأحرار عدد قوائم الأحزاب المهيكلة، التي "استحوذت المشهد السياسي لعقدين من الزمن، وظلت تمتلك الأغلبية ما كان يسمى بأحزاب الموالاة". وأشارت أن للمترشح في التشريعيات مهمتان ألا وهما إقناع المواطن بالانتخاب وبالتصويت لصالحه، وهي مهمة، على حد قولها "لن تكون سهلة، بالنظر لمخلفات المرحلة السابقة التي أفقدت ثقة الناخب في العملية الانتخابية لأنها كانت تحسم النتيجة خارج الصندوق". كما خصصت ذات الجريدة بالمناسبة، أربعة صفحات لهذه الحملة الانتخابية مسردة أقوال المترشحين ومسؤولي الأحزاب في تجمعاتهم الشعبية، فضلا عن مقال آخر تحت عنوان "قوائم مستقلة تنافس الأحزاب"، حيث كتب صاحب المقال أن القوائم المستقلة أصبحت اليوم "منافسا قويا" في الانتخابات التشريعية المقبلة، مرجعا ذلك لسبب تراجع ثقة المواطن في الأحزاب السياسية. وتحت عنوان "إحباط المؤامرات ضد البلاد" كتبت يومية "المجاهد" الصادرة باللغة الفرنسية، أن المترشحين والأحزاب السياسية تدعو المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة، من أجل إحباط المؤامرات مفبركة من طرف العديد من الأطراف لجر البلاد إلى دوامة عدم الاستقرار وانعدام الأمن. وكتبت ذات الجريدة، أن الأحزاب السياسية وممثلي القوائم الحرة أعادوا التأكيد على أهمية هذا الموعد الانتخابي، معتبرين إياه كمنعطف في الحياة السياسية الوطنية لبناء مؤسسات مستمدة قوتها من رغبة وخيار الشعب. وببند عريض كتبت صحيفة "المساء" أن المترشحين والناخبين يتفقون بعنونة أقوالهم ب "التغيير هدفنا.. والبرلمان صوتنا" ويدعون للمشاركة القوية وذلك عن طريق المراهنة على الكفاءات والنخب لبناء الجزائر. وأبرزت الجريدة أهم ما جاء به مسؤولو الأحزاب السياسية والمترشحون الأحرار في تجمعاتهم شعبية، مشيرة إلى أن مختلف هذه التشكيلات ركزت في خطاباتها لحساب اليوم السادس من بداية الحملة الانتخابية، على أهمية المشاركة القوية في الاستحقاق المقبل من أجل "تحقيق التغيير الذي يطمح المواطنون إلى تحقيقه عبر اختيار نواب أكفاء بمقاعد المجلس الشعبي الوطني القادم". وفي مقال آخر لها المعنون "إبراز رهانات موعد 12 يونيو وأهمية إسهام الجزائريين في التغيير"، أشار صاحب المقال أن الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 يونيو تدخل أسبوعها الثاني، حيث يرتقب أن تشهد، حسبه، "انتعاشا أكبر"، مقارنة بالأسبوع الأول الذي تميز ب"تركيز المترشحين الأحرار على العمل الجواري، مع طرح مقاربات تهدف لترقية التنمية المحلية على وجه الخصوص"، عكس رؤساء الأحزاب الذين أبرزوا، كما قال، القضايا والمسائل المطروحة وطنيا وإقليميا ودوليا. وأوضح أن الأسبوع الأول من عمر الحملة انقضى في "جو من التنافس السلمي والحضاري بين المترشحين، غابت عنهم مظاهر العنف". يومية "أوريزو" الناطقة بالفرنسية قالت في تعليق لها، أنه بعد أسبوع من بداية الحملة الانتخابية، لا أحد يستطيع أن يقول مما ستتكون التركيبة الجديدة للمجلس الشعبي الوطني، وهذه علامة، على حد تعبيره "جيدة". إقرأ أيضا: تشريعيات: مضمون و نوعية الخطابات الانتخابية محل اهتمام الصحف الوطنية وأكدت أن الدخول بقوة لمترشحين بدون تبعية حزبية، جاء ليعقد بكثير الأمور على "المتنبئين"، مبرزة أنه حتى ولو كان الكثيرون يضحكون بالفعل على نوعية نواب المستقبل، تظل الحقيقة أنه "لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، لن يكسب الرجال والنساء الأماكن بقوة الحيل التي تم تطويرها في المناصب العليا". وفي مقال آخر تحت عنوان "في هدوء"، كتبت ذات اليومية أنه بعد أسبوع من بدايتها، كانت حملة المترشحين للتشريعيات "محتشمة" وأن الجو كان هادئ ولم يشهد أي حوادث، مشيرة في مقال آخر أن الشق الاقتصادي أخد حصة الأسد في البرامج الانتخابية للأحزاب، الذين يعتبرون الانتعاش الاقتصادي ضرورة مطلقة. وكباقي الصحف، أسردت يومية "الشروق" في صفحتها الثالثة أقوال مسؤولي الأحزاب السياسية في التجمعات الشعبية، فضلا عن حوار خاص مع رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، الذي يرى أن البرلمان المقبل سيكون أمام "مسؤولية تاريخية لا تختلف كثيرا عن دور المجلس التأسيسي في سنة 1963"، معتبرا هذا الاستحقاق ب"مثابة الانطلاقة الحقيقة لبناء مؤسسات الدولة وتأسيس جمهورية جديدة، بعيدا عن ممارسة النظام السابق". وأكد أن انتخابات 12 يوينو المقبل هي "الوسيلة الوحيدة" لإخراج البلاد من حالة الخمود السياسي والاقتصادي الذي تعرفه البلاد، قائلا بأن الغرفة السفلى ستحمل ألوانا سياسية عديدة، ما يخلق "التنوع" الذي لم تعرفه هذه الهيئة من قبل. يومية "الخبر" اكتفت هي الأخرى بنقل أقوال مسؤولي الأحزاب السياسية في التجمعات الشعبية التي نشطوها لحساب اليوم السادس من بداية الحملة الانتخابية، حيث ذكرت أهم النقاط التي تطرقوا إليها، فضلا عن مقال آخر بعنوان "مهاجمة الحراك تتحول إلى برنامج انتخابي". واعتبرت أن الحراك الشعبي شكل "مرمى مشتركا لرماح العديد من الأحزاب التي تدعو إلى المشاركة في الاقتراع"، قائلا أنه "تعرض لانتقادات مركزة من قبل رؤساء التشكيلات السياسية وحتى مرشحيهم، في مسعى واضح للانسجام مع إيقاع السلطات التي تعمل مؤخرا على تفريق المظاهرات وحشد المشاركين في الاستحقاقات". وبدورها، ذكرت صحيفة "لانوفال ربوبليك" الصادرة باللغة الفرنسية أن الحفاظ على استقرار البلاد والدعوة إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية تعد المحاور الأساسية الطاغية في خطابات مرشحو الأحزاب السياسية والقوائم الحرة في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية. وأشار أن المرشحين للتشريعيات المسبقة أكدوا على ضرورة استخدام المواطنين حقهم في التصويت من أجل الوصول إلى التغيير الذي ينتظرونه. وفي مقال تحت عنوان "اقتراع واختبارات" شرحت جريدة "لكبريسيو" أنه لا يوجد شك بأن الانتخابات المسبقة ل 12 يونيو تعد "مناسبة لتغيير البيئة السياسية" مع انتخاب نواب جدد للمجلس الشعبي الوطني. وأضافت قائلة أن هذا الاستحقاق و" بالتأكيد، أمر حاسم في منظور تأكيد الخيارات التي تبنتها السلطات العمومية، وعلى رأسهم الرئيس تبون، إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال اعتبار هذه الانتخابات خطوة مصيرية للبلد في ظل الظروف الحالية". واعتبرت يومية "الوطن" الصادرة باللغة الفرنسية أن الحملة الانتخابية باردة على الأرض الواقع وساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن استخدام هذه الشبكات هذه السنة زاد لجعل أصواتهم مسموعة والوصول أيضا إلى ناخبين جدد.