أكد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، يوم الأحد، قدرة الشعب الجزائري على "دحض" نوايا و مناورات "التوجهات المريبة" الرامية إلى النيل من أمن و استقرار البلاد. وفي رسالة له, عشية إحياء الذكرى ال59 لعيدي الاستقلال والشباب, شدد رئيس الجمهورية على أن "الشعب الجزائري الذي أمن مسيرته المظفرة بميثاق مرجعية نوفمبر, قادر على دحض نوايا التوجهات المريبة ومناوراتها للنيل من أمن واستقرار البلاد". وأبرز الرئيس تبون, في ذات الإطار, عزم الشعب الجزائري على "التصدي بقوة وحزم لكل من تسول له نفسه التطاول على الجزائر القوية بشعبها وجيشها". كما تابع يقول بهذا الخصوص: "إنه اليوم وهو يحيي عيد استرجاعِ السيادة الوطنية ويستلهم من عبقرية بناته وأبنائه ومن الحراك المبارك الأصيل وعيا وطنيا دائم التوقد، لعلى درجة عالية من اليقظة لإدراك مصالحِ الأمة العليا ومعالم طريقها الآمن للوفاء والوحدة والنصر". وتوقف الرئيس تبون عند الذكرى ال59 لعيدي الاستقلال و الشباب التي تعد مناسبة للعودة إلى تاريخ 5 يوليو 1962 الذي وصفه ب "الموعد الأغر, المتوج لنضالات الشعب المريرة، وكفاحه الملحمي عبر المراحل والحقب...". كما تعتبر هذه الذكرى -يضيف الرئيس تبون- سانحة لاستذكار "تلك المثل والمبادئ الوطنية المقدسة التي رسخها جيل من رواد الحركة الوطنية وسار على نهجها بعزم وصلابة الشهداء والمجاهدون، وهم يخوضون أتون حرب ضروس، جند لها الاستعمار البغيض أعتى وأضخم أسلحة التقتيل والتنكيل والتدمير..". واسترسل رئيس الجمهورية يقول: "لقد حبانا المولى عز وجل بما لم يتأت للكثير من الأمم والأوطان، فأنعم على بلدنا بأغلى ما تفاخر به الشعوب وتعتز من بطولات وأمجاد تدعونا إلى العمل على تعميق الوعي بأهمية موروثنا التاريخي وارتباطه بحاضر الأمة ومستقبلها، وعلى معالجة القضايا المتعلقة بالذاكرة الوطنية" من خلال "رؤية متبصرة بلا تنازل، وبما يرعى حقوقها المترتبة عن ما لحقها من مآس فظيعة وجرائم بشعة على يد الاستعمار". وعلى صعيد آخر, شدد رئيس الجمهورية على أن الوفاء بالالتزامات التي كان قد تعهد بها و التي أقام عليها برنامجه وأولوياته لخدمة الشعب, "سيبقى يقود خطواتنا بثقة إلى الأهداف المتوخاة" و هذا "بدعمِ الوطنيين الغيورين الثابتين على المبادئ النوفمبرية، لمحاربة الفساد والتحايل وأخلقة الحياة العامة وإشاعة روح المبادرة وتشجيع الاستثمار وخلق الثروة، وتكريس المواطنة والحس المدني والاعتزازِ بالهوية والانتماء". وأردف يقول في هذا السياق: "لئن اعترى الضباب أنظار المنساقين إلى الدعاية والتضليل، من فاقدي الموضوعية والنزاهة، الذين لا يتورعون عن الإساءة للدولة ومؤسساتها, فإن طريق الوفاء للشهداء ولعهدنا مع الشعب الجزائري الأبي واضح المعالم والغايات". كما عرج, في سياق ذي صلة, على الانتخابات التشريعية التي نظمتها الجزائر شهر يونيو الفارط, و التي قال بشأنها "لقد أَوفينا منذ أقل من شهر بكل عزم في الثاني عشر من شهر جوان الماضي، بخطوة هامة في إطار المسعى الوطني التقويمي الشامل، المبني على منهجية التدرج ومطلب النجاعة، سواء تعلق الأمر بإعادة الثقة والمصداقية لمؤسسات الدولة أو بالتحديات الجمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي". و أشاد, في هذا الصدد, بما أبداه الفاعلون على الساحة السياسية وفعاليات المجتمع المدني وبكل الارادات والجهود التي ساهمت في إجراء هذه التشريعيات "في كنف التنافس السياسي النزيه", لينوه أيضا بسهر الجيش الوطني الشعبي, وأسلاك الأمن على "إحاطة استحقاق 12 جوان الماضي بأجواء السكينة والاطمئنان". كما أعرب عن ثقته في كون هذه الاستحقاقات "خطوة هامة على طريق استكمال مسار سديد، لا محيد عنه، فتح الآفاق الواعدة أمام الشعب لاختيار ممثليه وممارسة السيادة الشعبية من خلال الصندوق, وفق القواعد الديمقراطية الحقة".