* الدولة عازمة على تسريع وتيرة التكفل بالمتضررين من الأزمة دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، الإتحاد العام للعمال الجزائريين للانخراط في مسعى تقوية الجبهة الاجتماعية وتحصينها من محاولات الاستغلال المريب للأوضاع الاقتصادية الصعبة، مؤكدا العزم على تسريع وتيرة معالجة الآثار الاجتماعية، والتكفل تدريجيا بالمتضررين من العمال والعاملات. وفي رسالة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 65 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى ال 50 لتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه الوزير الأول، عبد العزيز جراد، خلال زيارة عمل قادته إلى حاسي الرمل بولاية الأغواط، قال الرئيس تبون «إن منظمة الاتحاد العام للعمال الجزائريين العتيدة بتقاليدها النضالية العريقة مدعوة في هذه الظروف الخاصة المتميزة بوضع اقتصادي صعب، وبتفشي وباء كوفيد- 19، وانعكاسات ذلك على الحالة الاجتماعية لفئات واسعة من العمال، مدعوة كما عهدناها للانخراط في مسعى تقوية الجبهة الاجتماعية وتحصينها من محاولات الاستغلال المريب لهذه الأوضاع، بزرع الشكوك وإثارة البلبلة». و أكد في ذات السياق عزم الدولة على المعالجة السريعة للآثار الاجتماعية وانعكاساتها على العمال والعاملات، مضيفا في هذا الشأن «وإننا لعازمون على تسريع وتيرة معالجة الآثار الاجتماعية، والتكفل تدريجيا بأخواتنا وإخواننا المتضررين من العمال والعاملات، بالسهر الدائم على متابعة تنفيذ السلطات العمومية للبرامج المسطرة والقرارات المتخذة في هذا الشأن». واعتبر الرئيس تبون مناسبة ذكرى تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين، و تأميم المحروقات، «من المواعيد الخالدة والملهمة في تاريخ بلادنا المجيد»، مشيرا بأنه « في هذه المناسبة المتجددة نقف عند هذين الحدثين الوطنيين بعزة وشموخ استحضارا لمعنى التضحية والوفاء وتعبيرا عن التعلق بمبادئ ومثل الحرية والكرامة». كما أكد رئيس الجمهورية بأن المناسبة تتيح «أن نعيش بعقولنا ومشاعرنا لحظة العرفان والوفاء لأولئك الذين نذروا أنفسهم لتحقيق تطلعات الجزائريات والجزائريين لقيم التحرر والانعتاق وبناء صرح الدولة الوطنية المستقلة السيدة». و أضاف الرئيس بأنه «في هذه الأجواء الاحتفالية بذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956، وذكرى تأميم المحروقات في نفس اليوم من سنة 1971، وفي الوقت الذي تستعيد فيه الأذهان معاني التضحية والمجد والنصر يتأكد واجبنا الوطني في الحرص على الرسالة وحفظ الأمانة». كما استذكر الرئيس تبون خصال وتضحيات النقابيين المؤسسين، وقال في هذا الشأن «يحق لنا الاحتفاء بأيامنا الخالدة في تاريخنا الحافل بالأمجاد، فمنها نستمد الإرادة والعزم وخصال التضحية ونكران الذات التي تحلى بها رفاق عيسات إيدير وجيل العمال والنقابيين، المؤسسين لإحدى قلاع ومدارس الالتزام الوطني أثناء ثورة التحرير المباركة، لبناء الجمهورية المعاصرة، القوية بديمقراطيتها، وبإعلاء صوت الحق والقانون وبالتمكين للعدالة الاجتماعية الحقة». وأضاف رئيس الجمهورية في السياق ذاته «لقد أسس أولئك الرجال والنساء من العمال والنقابيين الذين انضووا تحت سقف بيت الاتحاد العام للعمال الجزائريين أيام كان الشعب الجزائري يخوض حربا ضروسا ضد هيمنة الاستعمار البغيض لنضال نقابي، توارثته الأجيال، واتخذته نهجا للدفاع عن الجزائر مثلما تشهد عليه مواقفه في أصعب المراحل التي مرت بها، وهو الذي دفع من إطاراته وقيادييه شهداء للواجب الوطني، وعلى رأسهم الشهيد عبد الحق بن حمودة والذين نترحم على أرواحهم الطاهرة وننحني إجلالا لإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن». وبخصوص خمسينية تأميم المحروقات، استحضر الرئيس تبون هذه الذكرى، التي وصفها بالتحدي الذي خاضه أبناء الجزائر بإصرار، وكسبوا الرهان، حيث قال «في هذه المناسبة، نستحضر أيضا بإجلال وإكبار قرار بسط السيادة على ثرواتنا، وإصرار أبناء الجزائر في ذلك الوقت من مهندسين وتقنيين وفنيين على خوض التحدي وكسب الرهان غداة إعلان تأميم المحروقات التاريخي في 24 فيفري 1971»، ودعا رئيس الجمهورية الكفاءات الوطنية في الوقت الحالي إلى مواجهة الرهانات الكبرى الراهنة، على غرار تطوير البحث و الاستكشاف و الوفاء بالالتزامات نحو الأسواق الخارجية ومواكبة التحولات باتجاه الانتقال الطاقوي، مشيرا في هذا الإطار «ومازلنا نذكر بفخر، عزيمة وإصرار هؤلاء الوطنيين المخلصين الذين مكنوا قطاع الطاقة من الاستمرار في الإنتاج».والذين تقع على من خلفهم من كفاءات وإطارات وعاملات وعمال في القطاع مهام مواجهة الرهانات الكبرى الراهنة، ومنها توسيع وتطوير البحث والاستكشاف، والوفاء بالالتزامات إزاء الأسواق الخارجية، ومواكبة التحولات باتجاه الانتقال الطاقوي، الذي يعد من أهم أولوياتنا لتعزيز الأمن الطاقوي من منظور القدرات الواضحة المتاحة لبلدنا في مجال الطاقات غير التقليدية الجديدة والمتجددة». و أكد الرئيس تبون ثقته في المورد البشري في النهوض بقطاع المحروقات «إني لعلى يقين بأن الآفاق واعدة في هذا المجال، بفضل رصيد الخبرة والتجربة، وتجند إطارات القطاع وعاملاته وعماله لترجمة الاستراتيجية الرامية إلى تجديد احتياطاتنا البترولية والغازية، وتطوير مشاريع الصناعة التحويلية. وتجدر في هذا السياق الإشادة بالإنجازات المحققة على صعيد تثمين وتأهيل المورد البشري باعتباره عاملا جوهريا، للنهوض بقطاع المحروقات ضمن توجهات التزاماتنا بإحداث الطفرات الحتمية بالاعتماد على توسيع الاستثمارات في قطاعات حيوية كالفلاحة والسياحة للخروج الفعلي من تبعية طال أمدها لريع البترول والغاز». وجدد الرئيس تبون تعهده من أجل بناء جمهورية جديدة بلا فساد ولا كراهية قائلا «في الختام أعيد ما قلته في نفس المناسبة السنة الماضية، أجدد عهدي معكم لنهرع إلى بناء جمهورية جديدة قوية بلا فساد ولا كراهية وأتوجه بالتهنئة للعاملات والعمال في كل المواقع على امتداد ربوع الوطن، متطلعا معكم جميعا إلى جزائر سيدة منيعة، قادرة بإرادة الوطنيين المخلصين والشرفاء من بناتها وأبنائها على تخطي صعوبات هذه المرحلة الحساسة في حياة الأمة، وستنتصر هذه الإرادة الوطنية ويتحقق لشعبنا الأبي ما ينشده، وتتبوأ الجزائر مكانتها المستحقة في فضاء الأمم الصاعدة».