ينعقد يوم غد الخميس، بطرابلس، المؤتمر الوزاري الدولي المعني بمبادرة استقرار ليبيا، بهدف حشد دعم المجتمع الدولي لمسار التسوية الرامي إلى مرافقة هذا البلد الجار على عبور المرحلة الحالية، وإنجاز الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها المقررة، بما يحقق له الاستقرار الكامل. وكانت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، قد أعلنت أول أمس الاثنين، في كلمة وجهتها للشعب الليبي أن المؤتمر الدولي سيلتئم الخميس في طرابلس، ب"مبادرة أطلقتها الحكومة الليبية المؤقتة نحو استقرار كامل للوطن، تدشن به مسيرة مستقبل واعد وجديد". إقرأ أيضا: المؤتمر الوزاري الدولي المعني بمبادرة استقرار ليبيا يعقد الخميس القادم بطرابلس وسيكون المسار الأمني-العسكري، في مقدمة الأولويات، خلال أشغال هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تقديم الدعم السياسي والتقني اللازم لتنفيذ وقف إطلاق النار، ودعم مخرجات لجنة (5+5)، وكذلك دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، بما يعزز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها، ووحدة ترابها، حسبما أكدته السيدة المنقوش. وأوضحت، أن المسار الأمني، "سيعزز قدرة الجيش على "تقديم الدعم الفني في مجال فك ودمج العناصر المسلحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنيا ومدنيا، بالإضافة إلى انسحاب كافة المرتزقة، والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكل استمرار وجودهم تهديدا ليس فقط لليبيا، بل للمنطقة بأسرها". يشار هنا، إلى أن اللجنة العسكرية الليبية (5 + 5) ، قد وقعت في 8 أكتوبر الجاري، بجنيف، خطة عمل لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل "تدريجي ومتزامن ومتوازن". وأكدت أنها ستتواصل مع الأطراف المعنية محليا ودوليا من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، قبل البدء بتنفيذ خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب. كما يرمي المؤتمر الدولي الذي سينعقد غدا إلى وضع الآليات المناسبة، والإجراءات العملية الخاصة بالتطبيق الفعلي لنتائج ومخرجات مؤتمري برلين 1 و 2 ، وقراري مجلس الأمن ذوي الصلة 2570 و 2571 ، وصولا إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا. ومن بنود المبادرة أيضا المسار الانتخابي، اذ ستسعى إلى حشد "الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتمكينها من أداء دورها بشكل إيجابي، و الى دعم العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية". كما تتضمن المبادرة مسارا اقتصاديا وتنمويا، يرمي إلى "الدفع بعجلة الاقتصاد، وتحسين مستوى معيشة المواطن الليبي، وتوفير الخدمات اللازمة للعيش بكرامة وعزة على أرضه وفي هذا الصدد أطلقت الحكومة برنامج عودة الحياة"، حسب الوزيرة الليبية. دعم دولي واسع للمؤتمر الدولي ويحظى المؤتمر الدولي بتأييد دولي واسع، ومن المنتظر أن تشارك العديد من الوفود من بينها ممثلون عن الجامعة العربية، والاتحادان الأوروبي والإفريقي. وكانت المنقوش، قد دعت نظرائها من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، إلى الاضطلاع بدورهم، وتقديم الدعم اللازم لمساعدة الليبيين في الوصول إلى الاستقرار. إقرأ أيضا: الرئيس تبون يؤكد ان الانتخابات هي الحل النهائي لأزمة ليبيا وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال لقائه مع الوزيرة الليبية، قبل أيام عن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم ليبيا في طريقها نحو إقامة الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل. من جهتها، اعتبرت نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماي دي كارلو، إن انعقاد مؤتمر "دعم تقرار ليبيا"،"خطوة مهمة" للحكومة. و ينتظر أن يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في هذا الحدث، تأكيدا على الدعم العربي للعملية السياسية، وإجراء الانتخابات في موعدها للمرور لمرحلة الاستقرار الدائم. وبالتزامن مع هذه الفعاليات، أوفد الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو الذي يتولى رئاسة اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا، بعثة "للمصالحة" في ليبيا ممثلة بوزير الخارجية الكونغولي، جان-كلود غاكوسو الذي التقي عشية المؤتمر مع كبار المسؤولين السياسيين والدينيين، والشخصيات الفاعلة في طرابلس وبنغازي وطبرق ومصراتة.