دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول "الخريطة اللسانية الأمازيغية بالجزائر" الذي اختتمت أشغاله اليوم الاثنين بأدرار إلى إعداد مشروع علمي وطني متعلق بالخرائط اللسانية الأمازيغية من خلال إنشاء خلية متابعة منبثقة من الملتقى على مستوى المحافظة السامية للأمازيغية، تتكفل بهذا المشروع. وجاء في توصيات الندوة الدعوة إلى تجسيد آفاق هذا اللقاء من خلال إدراج الخرائط اللسانية ثم الأطلس اللغوي الأمازيغي ضمن أولوية البرامج الوطنية للبحث تحت إشراف المديرية العامة للبحث بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأبرزت التوصيات أهمية ضمان متابعة استمرارية موضوع الملتقى من خلال التبني الصائب للمفاهيم و المصطلحات و الآليات وذلك ترجمة لأحكام الدستور المتضمنة ترقية و دراسة كل التنوعات اللسانية المتداولة عبر الوطن. إقرأ أيضا: ترقية اللغة الأمازيغية: الاستثمار في التنوع الثقافي اللغوي باعتباره عامل ثراء للمجتمعات وناشد المشاركون في الندوة، المحافظة السامية للأمازيغية، لمواصلة جهودها من خلال تنظيم ورشات تكوينية متعددة التخصصات من منظور الخرائط اللغوية تحت إشراف كفاءات وطنية بالشراكة مع الأكاديمية الإفريقية للغات. كما دعوا إلى ضرورة لفت انتباه السلطات المعنية حول ضرورة تفعيل كافة الآليات المؤسساتية الرسمية التي تحتويها هيكلة المحافظة السامية للأمازيغية وفقا للمرسوم الرئاسي رقم 95- 147 المؤرخ في27 ماي 1995 المتضمن تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية المكلفة بإعادة الاعتبار للأمازيغية وترقيتها. ويتعلق الأمر بكل من المجلس العلني للتوجيه و المتابعة و اللجنة التنسيقية متعددة القطاعات و اللجنة البيداغوجية العلمية و الثقافية. ودعت التوصيات كذلك الى إدراج الخريطة اللسانية و الأطلس اللغوي ضمن البرامج المدرسية كآلية بيداغوجية و مرجعية تمكن التلميذ و المواطن مستقبلا من اكتساب توجه هوياتي علمي و فضاء جغرافي من شأنه تعزيز الانتماء للأمة الجزائرية. و اقترح الملتقى تأسيس جائزة وطنية أدبية مدرسية باللغة الأمازيغية بكل متغيراتها اللسانية تحت إشراف المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية و الثقافة و الفنون. وتم التأكيد أيضا على أن الخريطة اللسانية الأمازيغية تعد مشروعا ذو بعد و نطاق وطني يهتم بالوصف الشامل للأمازيغية من مختلف امتداداتها الجيولسانية عبر التراب الوطني لتكون بذلك وسيلة علمية تساهم في تدخل الدولة باتخاذ التدابير العملية عير مختلف هيئاتها و مؤسساتها. كما تم التنويه بالبعد العلمي لمحاور العمل المقترحة للمناقشة والدراسة بين الباحثين في هذا اللقاء، والإشادة في نفس السياق بأهمية الموضوع المتناول كونه امتداد مؤسساتي يتوافق مع أحكام الدستور (المادة الرابعة) من حيث تغطية المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة عبر كامل التراب الوطني. و أشارت التوصيات أن المداخلات سمحت بإبراز العناصر الجامعة من المنظور الجغرافي والأنثربولوجي واللساني والإقتصادي و الفني، كونها متجذرة في القدم، إذ تعود الى ما قبل التاريخ و الى العصر القديم والعصور الوسطى و الحديث، مبرزة أن الجزائر "وحدة موحدة تعكسها السلامة الترابية والتماسك الاجتماعي". كما سجلت أن اختيار ولاية أدرار كفضاء لمناقشة هذه الإشكالية الأساسية، "سوف يدون في سجل الاختيارات الصائبة والسديدة للمحافظة السامية للأمازيغية. إقرأ أيضا: أدرار: ضرورة إبراز حجم الموروث الأمازيغي كرصيد مشترك بين الجزائريين ونظمت المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و ولاية أدرار الملتقى الوطني حول "الخريطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر" (23-25 أكتوبر) بقصر الثقافة بأدرار، ونشطت أشغاله كوكبة من الأكاديميين والأساتذة و الباحثين. وتناول المشاركون محاور موضوعاتية حول "واقع التعدد اللساني في الجزائر وآفاق البحث العلمي الأكاديمي" و "الخريطة اللسانية في الجزائر: جرد وإحصاء وتحديد المتغيرات اللغوية الأمازيغية في الجزائر" إلى جانب "الأطلس اللساني للمتغيرات اللغوية الأمازيغية المتداولة في الجزائر". وتعلق الأمر أيضا ب"التصنيف اللهجاتي للمنطوق الأمازيغي في الجزائر" و "السياسة اللسانية في الجزائر من خلال التشريعات والنصوص القانونية و جهود الدولة في ترقية المكونات اللسانية للهوية الجزائرية".