يعد هجوم جيش التحرير الوطني على مركز الجيش الاستعماري بمنطقة "سيدي لحسن" ببلدية سيدي عابد (تيسمسيلت) في أبريل 1960 من الملاحم البطولية بمنطقة الونشريس وذلك بالنظر للخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الفرنسي. ويعتبر مركز سيدي لحسن واحد من عدة مراكز عسكرية متقدمة أنشأها جيش المستعمر الفرنسي بمنطقة الونشريس آنذاك بهدف خنق الثورة التحريرية المجيدة وشل تحرك المجاهدين حسب شهادة المجاهد مهبالي محمد المدعو سي اسماعيل مسؤول الناحية الثالثة بالمنطقة الثالثة بالولاية الرابعة التاريخية والموثقة من قبل المتحف الولائي للمجاهد. وتميز الوضع بالمنطقة قبيل الهجوم بتكثيف قيادة جيش التحرير الوطني بالجهة من نشاطاتها كرد فعل على الضغط الذي كان يمارسه الجيش الاستعماري الفرنسي بالناحية بفعل عمليات التمشيط اليومية في إطار مخطط شال. وتم ضبط الخطة والتحضير الجيد للهجوم على هذا المركز من قبل جيش التحرير الوطني الذي شرع في العملية في حدود الساعة الحادية عشر ليلا حيث توزع المجاهدون إلى ستة أفواج حسب عدد البيوت الستة للمركز ليباشروا عملية الاقتحام تحت الأسلاك الشائكة ، وفقا لنفس المصدر. وأسفرت العملية التي نفذها المجاهدون بحنكة وبسالة عن القضاء على 37 جنديا فرنسيا بما فيهم قائد المركز وتحطيم كل مرافق المركز دون أن تسجل أية إصابة في صفوف المجاهدين. وتمكن مجاهدو جيش التحرير الوطني خلال هذا الهجوم من غنم أسلحة وذخيرة معتبرة منها 45 قطعة سلاح من نوع "افام بار" ومدفع هاون و عدد من صناديق الذخيرة. وأبرز المجاهد مهبالي محمد بأن قيادة الجيش الفرنسي بالجهة باشرت بعد الهجوم على المركز عمليات انتقامية من خلال قيامها بقصف التجمعات السكانية بالمناطق الجبلية المجاورة للمركز مما أدى إلى استشهاد 11 من السكان واعتقال 29 منهم. وبغية تعريف جيل اليوم بمعارك ثورة التحرير المجيدة بمنطقة الونشريس أطلق المتحف الولائي للمجاهد لتيسمسيلت منذ مطلع السنة الجارية برنامجا ثريا يشمل تنظيم زيارات ميدانية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية والطلبة الجامعيين والمتربصين بالمرافق التكوينية إلى مواقع المعارك التي شهدتها الولاية، وفق ذات المؤسسة المتحفية. وتشمل هذه الزيارات عدة أمكان تؤرخ لبطولات وتضحيات الشهداء والمجاهدين من أجل استقلال الجزائر على غرار موقع الهجوم على مركز جيش الاستعمار الفرنسي "بسيدي لحسن" ببلدية سيدي عابد ومعركة "باب البكوش" ببلدية لرجام ، استنادا إلى مدير المتحف محمد عاجد.