اكد الكاتب الموريتاني سيد احمد ولد اطفيل أن المملكة المغربية وضعت نفسها في عزلة مغاربية بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني, اضطرتها للبحث عن بناء تحالفات سياسية و اقتصادية جديدة بعيدة عن منطقة رفض التطبيع في شمال افريقيا. و أبرز سيد احمد ولد اطفيل في تصريح ل/واج, بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني, أن القاسم المشترك بين الطرفين هو "العقيدة التوسعية لدى كليهما", لذا كان من السهل عقد تحالفات عسكرية و امنية بينهما. و أضاف الكاتب الموريتاني قائلا:" لما فشل نظام المخزن في اقناع العالم بشرعية احتلاله للصحراء الغربية, التي تصنفها الاممالمتحدة كإقليم غير مستقل, قام باستقدام الكيان الصهيوني الى المنطقة لدعم احتلاله للصحراء الغربية و الاستقواء به على الجزائر, من خلال محاولة الاستفادة من نفوذه داخل البيت الابيض الامريكي". لكن ما تناساه النظام المغربيأنه "من الصعب أن تتقبل شعوب المنطقة المغاربية الوجود الصهيوني بينها", مستطردا بالقول : "نظام المخزن كان يحاول ان يفرض الكيان الصهيوني كأمر واقع, لكن الواقع يؤكد أنه بعد سنة من التطبيع المشين, فشل بل و خسر الكثير داخليا و خارجيا". و لفت ذات الكاتب الى ان ما يفسر فشل النظام المغربي في فرض التطبيع, ان "الاعلام الرسمي بالمملكة أصبح يتحاشى الحديث عن التطبيع و الترويج له مثل ما حدث في البداية, والسبب ان النتيجة كانت مخالفة للتوقعات", مضيفا : "لقد زادت الاصوات الرافضة للتطبيع حتى بين النخب السياسية في الداخل والخارج مما اضطر النظام المخزني للتراجع مؤقتا حتى يطور من منظومته الدعائية". كما اكد في سياق متصل أن الجزائر هي المستهدف الاول من التطبيع بين المغرب و الكيان الصهيوني, لأنها "حصن الممانعة المتبقي في المنطقة العربية", وعندما "فشل الكيان الاسرائيلي في تفكيكها من الداخل, جعل من المملكة اداة لهذه المؤامرة, مقابل تنفيذ مخططات المخزن التوسعية في الصحراء الغربية". يشار الى ان النظام المغربي وقع بشكل رسمي على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني في 22 ديسمبر 2020, بعد اعلان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في تغريدة له بتاريخ العاشر من نفس الشهر, على الاعتراف ب"السيادة" المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني. و لاقى القرار الرسمي المغربي رفضا شعبيا واسعا في المملكة, حيث يخرج المغاربة الى غاية اليوم في مظاهرات عارمة عبر مختلف انحاء البلاد للتنديد بخيانة القضية الفلسطينية و استقدام الكيان الصهيوني الى المغرب.