أعلنت نائب مدير مكلفة بالأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، جميلة ندير، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة عن إطلاق قريبا لاستراتيجية قطاعية جديدة 2022 /2030 لمكافحة عوامل الخطر المتسببة في الإصابة بالأمراض غير متنقلة. وأكد ذات المسؤولة بمناسبة يوم دراسي نظمته وزارة الصحة إحياء لليوم العالمي لمكافحة السمنة، أنه تم إطلاق استراتيجية قطاعية ثانية لمكافحة عوامل الخطورة 2022/ 2030 بعد الاستراتيجية الأولى 2015/ 2019 حيث ترتكز الاستراتيجية المعلن عنها على 11 هدفا و30 مخططا و113 إجراء سيتم تطبيقها في الأوساط التربوية و الصحية والمهنية مع استهداف فئات عمرية معينة قصد التخفيف من هذه العوامل في مقدمتها السمنة التي تثقل كاهل القطاع الصحي وتشكل عبء على الاقتصاد الوطني. ومن بين الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة، ذكرت الدكتورة ندير بترقية التغذية الصحية من خلال التخفيض من نسبة السكر والملح والمواد الدهنية سيما في الصناعة الغذائية، مشيرة الى المرسوم الوزاري المتعلق بمحاربة عوامل الخطورة المؤدية الى الامراض المزمنة والخطيرة إلى جانب تقنين اللجنة القطاعية للتنسيق ومكافحة الأمراض غير المتنقلة. ومن بين الاجراءات الاخرى التي ستتخذها الحكومة ضمن هذه الاستراتيجية، كشفت ذات المتحدثة عن اقرار يوم وطني لترقية النشاط الرياضي في 26 نوفمبر من كل سنة من طرف وزارتي الصحة والشباب والرياضة الى جانب تحديد مسار لممارسة هذا النشاط لفائدة المرضى بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية "حساني اسعد" لبني مسوس من أجل تحسين نوعية حياة هؤلاء والتخفيف من الآمهم. وأعلنت بالمناسبة عن اطلاق سجل وطني لمكافحة السمنة وتعزيز دور الهياكل الجوارية وتطوير وحدات العلاج المتخصصة الى جانب دعم التكوين والاتصال، مؤكدة بأن الوزن المفرط والسمنة يعرفان تطورا سريعا في العالم و يتسببان في أمراض مميتة. كما أشارت ذات المسؤولة الى العوامل الجينية والبيولوجية المتسببة في هذه السمنة و أخرى سلوكية يمكن التحكم فيها من خلال أنماط الأغذية السليمة وتشجيع النشاط الرياضي. واستنادا الى معطيات المنظمة العالمية للصحة، ذكرت الدكتورة بأن 45 بالمائة من المصابين بكوفيد-19 الذين أدخلوا المستشفيات كانوا يعانون من السمنة كما احتل هؤلاء المصابين صدارة الوفيات نتيجة الإصابة بهذا الفيروس. ومن جهتها، اشارت الدكتورة سميرة سوامي من المعهد الوطني للصحة العمومية، الى معطيات حول الوزن المفرط والسمنة بشمال افريقيا لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات حيث تمثل هذه الظاهرة نسبة 11.3 بالمائة كما تضاعف هذا المرض 10 مرات خلال السنوات الأخيرة لدى الفئة العمرية 5-19 سنة. وذكر ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر، حمادو نوحو، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة السمنة الذي جاء هذه السنة تحت شعار " لابد على الكل أن يتحرك"، أن 10 دول افريقية تأتي في مقدمة دول القارة من حيث الإصابة بالسمنة التي تتراوح بين 13.6 و 31 بالمائة لدى الكبار وبين 5 و 16.5 بالمائة لدى الأطفال. كما أشار، استنادا الى معطيات عالمية، أن جائحة كورونا كوفيد-19 تسببت في وفاة 2.2 مليون شخص سنة 2021 كانوا يعانون من السمنة وتم تسجيل هذه الوفيات على الخصوص في البلدان التي يعاني سكانها من الارتفاع المفرط في الوزن. وذكر بالمناسبة بالإجراءات الاستعجالية التي دعت اليها المنظمة العالمية للصحة لمكافحة هذه الظاهرة من بينها سن الحكومات لقوانين تحدد تقليص نسبة السكر بالأغذية المصنعة وفرض رسوم على المشروبات التي يضاف لها نسبة كبيرة من السكر والعمل على ترقية أغذية سليمة صحية لفائدة الرضع والأطفال مع إنشاء فضاءات لتشجيع ممارسة النشاط الرياضي. أما في اطار التعاون بين وزارة الصحة والمنظمة، فقد تم الاتفاق على مكافحة عوامل الخطر المتسببة في الإصابة بالأمراض المزمنة كما تجدد المنظمة دعمها للجزائر والسلطات الصحية من أجل التخفيض من حالات الإصابة بالأمراض غير المتنقلة.