- دعوة لتجسيد يوم وطني لمكافحة السمنة - منظمة الصحة العالمية تحذّر من إعلانات الوجبات السريعة تعرف محلات بيع الوجبات الخفيفة والسريعة، خلال الآونة الأخيرة، انتشارا رهيبا وقد يعود ذلك، حسب العديد من المختصين، لزيادة الإقبال عليها خاصة من طرف الأطفال المتمدرسين، وهو ما ساهم في تزايد معدلات السمنة وسط هذه الفئة، وهو ما حذر منه العديد من المختصين، مشددين على ضرورة تفطن الأولياء لما يستهلكه أطفالهم من هذه المحلات نظرا لخطورة الأمراض الناجمة عن السمنة. هذه هي أسباب ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال أكد العديد من المختصين في التغذية، ان أكثر من نصف أطفال العاصمة يقصدون محلات الفاست فود القريبة من مدارسهم لتناول وجبة الغداء التي حرموا من تناولها في المنزل بسبب عمل الأولياء، وهو ما يؤدي عادة إلى التسممات الغذائية والاضطرابات الصحية، وفي ذات السياق، أكدت بعض الدراسات أن جميع الأطفال الذين يقصدون محلات الفاست فود يعانون من تذبذب غذائي يؤثر سلبا على صحة أجسامهم، نظرا لما تحتويه الوجبات التي يتناولونها من مركبات غذائية فقيرة من الفيتامينات ومضرة بالمعدة، كما حذّر الأطباء من إفراط الأطفال في تناول الأغذية التي تحتوي على كميات من الزيوت وهو ما يتسبب في عدة اخطار على غرار السمنة التي اصبحت تهدد الكثير من الأطفال والتي تتسبب هي الاخرى في امراض عدة كالسكري وامراض القلب. بلغياط: 45 بالمائة من الأطفال يعانون من السمنة وفي ذات السياق، أكد بلغياط كريم، عضو بالجمعية الوطنية لمكافحة السمنة والبدانة في اتصال ل السياسي ، بأنه حسب إحصائيات 2015، فإنه يتواجد حوالي45 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 7 الى 13 سنة يعانون من السمنة على المستوى الوطني، ليضيف بأن السبب الرئيسي في ذلك هو الإفراط في الأكل دون التوعية وعدم تناول الغذاء السليم سواء داخل البيت أو خارجه حيث أن أغلب الأطفال غير مراقبين ويتناولون أكلا غير صحي طوال الوقت وهناك سبب آخر والمتمثل في عدم ممارسة الرياضة والنشاطات في أوساط اغلب الأطفال كما أن نسبة البدانة لدى الإناث أكبر من الذكور. ومن جهتها، أظهرت بعض التحقيقات المنجزة على مستوى وزارة الصحة لهذا الغرض من بينها تحقيق تاهينة لسنة 2007، أن 55,9 % من الأشخاص البالغين بين 35 و70 سنة يعانون من الإفراط في الوزن ونسبة 21,2 % من الأشخاص الذين شملهم التحقيق من نفس الفئة العمرية يعانون من السمنة الشاملة. وأظهر التحقيق ذاته أن العادات الغذائية اليومية لا تحترم التوصيات الدولية فيما يخص كافة المجموعات الغذائية، إذ يلاحظ انخفاض في استهلاك الفواكه والخضر ومشتقات الحليب بينما تستهلك كميات كبيرة من المواد الدهنية والسكرية. وفيما يخص الأطفال، كشف التحقيق متعدد المؤشرات لسنة 2013، أن 12 % من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات مصابون بالإفراط في الوزن كما تنتشر الظاهرة أيضا لدى الفئة العمرية بين 12 و23 شهرا بنسبة 18 %. ولمواجهة هذا الوضع، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ذكر وزير الصحة بالخطة الوطنية الإستراتيجية متعددة القطاعات حول المكافحة الشاملة لعوامل الخطر المشتركة بين الأمراض غير المتنقلة للفترة الممتدة بين 2015-2019 وتمثل هذه الخطة، حسبه، منذ عرضها على مجلس الحكومة، مرجعية وطنية وقد تم إعادة مضمونها في مشروع قانون الصحة الجديد بمقتضى التزامات الدولة في مجال مكافحة عوامل الخطر. من جهة أخرى، أكد بأنه تم تشكيل في إطار هذه الخطة الوطنية الإستراتيجية لجنة وطنية متعددة القطاعات مؤلفة من ممثلين عن 14 وزارة و06 جمعيات وطنية وخبراء جزائريين مختصين في الميدان. دعوة لإطلاق يوم وطني لمكافحة السمنة وللتقليل من هذه الظاهرة، نظم العديد من الفاعلين في المجتمع أياما تحسيسية للتوعية بمدى خطورة هذه الاخيرة على الصحة وتوجت أشغال اليوم التحسيسي حول مكافحة السمنة المنعقد اول امس بتوصيات دعا فيها الخبراء إلى جعل يوم 26 نوفمبر يوما وطنيا لمكافحة البدانة بالمجتمع. كما شدد الخبراء المشاركون على ضرورة تنصيب مجموعة عمل قطاعية للتكفل بهذه الظاهرة التي أضحت تهدد صحة المجتمع بأكمله ومتابعة تجسيد هذه التوصيات على أرض الواقع. وأكدوا في سياق آخر، على ضرورة وضع مخطط بحث وإنجاز تحقيق وطني حول البدانة لدى الفئة العمرية التي تتراوح بين 5 و18 سنة وفقا لمعطيات وطنية للمجتمع الجزائري، مع تعزيز تشجيع النشاط الرياضي بالوسط المدرسي والجامعي وبمختلف المؤسسات المستقبلة للأطفال من جميع الفئات العمرية. وبخصوص التكوين، أكد الخبراء على ضرورة دعم تكوين الطبيب العام والتكوين المتخصص ما بعد التدرج وتطوير التكوين المتواصل مع إدماج مصالح حماية صحة الأم والطفل والمختصين في التغذية وإنشاء معاينة طبية متخصصة تتكفل بالبدانة. كما دعا الخبراء من جانب آخر، إلى وضع إستراتيجية اتصال واسعة وتطوير النشاطات التحسيسية القطاعية لفائدة الأسرة الجزائرية مع ترقية نمط غذائي سليم ومتوازن لدى مختلف الأوساط الاجتماعية. وكانت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، قد أعلنت خلال هذا اللقاء عن ترقية التربية الصحية بالبرامج البيداغوجية ورفع الحجم الساعي للنشاطات الرياضية بمختلف المؤسسات التربوية من 45 دقيقة إلى ساعة كاملة. منظمة الصحة العالمية تحذّر من إعلانات الوجبات السريعة وفي ذات السياق، نصحت منظمة الصحة العالمية بضرورة توفير الحماية للأطفال من سيل إعلانات أطعمة الوجبات السريعة المنتشرة على تطبيقات المتاجر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومدونات الفيديو. وحذرت المنظمة في تقريرها من أن الآباء غالبا لا يتنبهون إلى الحجم الهائل لمثل هذه الإعلانات لأنها تستهدف الأطفال بصورة خاصة، فيما طالب أطباء الأطفال بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لوقف انتشار البدانة بين الأطفال. وذكرت تحليلات أمريكية تنامي تأثير مدوني الفيديو في تعزيز العلامات التجارية أكثر من تأثير التلفزيون أو السينما بسبب تزايد الثقة بها. وأظهرت بيانات في إنجلترا أن طفلا واحدا من بين كل خمسة أطفال يعاني من السمنة المفرطة بعد إنهاء فترة تعليمهم الابتدائي. وقال راسيل فاينر من الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل، أنه في ظل وجود البيئة المشجعة على السمنة التي يعيشها الأطفال حاليا، تلك النتائج لا تمثل مفاجئة، مضيفا ان استهداف الأطفال أمر سواء على الأنترنت أو من خلال لوحات الإعلانات وعلى شاشات التلفزيون وهم يرون برامجهم المفضّلة. وطالب فاينر بوضع تدابير صارمة لحماية الأطفال قائلا: يتعين على الحكومات التحرك العاجل لمنع المسوقين من استهداف الأطفال عبر الأنترنت في شوارعنا وعلى شاشات التلفزيون . وقالت أليسون تيدستون، خبيرة التغذية في مؤسسة إنجلترا للصحة العامة: مراجعة أدلتنا تظهر أن جميع أشكال الإعلان والتسويق بما في ذلك استخدام شخصيات وألعاب المغامرة والتسويق الرقمي، تؤثر على توازن الوجبات الغذائية للأطفال .