شدد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى أنغولا، الخليل أحمد محمود، اليوم الثلاثاء، على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية على الصعيد الإفريقي لتسليط الضوء على مناورات المغرب التضليلية، حتى لا يغرر بدول القارة السمراء التي تعتبر الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار. وقال الدبلوماسي الصحراوي في تصريح ل/وأج أنه من "الضروري تسليط الضوء على المناورات التي يتبعها المخزن في الآونة الأخيرة للتغطية من جهة على الوضع الداخلي، ومحاولته من جهة أخرى تضليل الرأي العام الدولي وخاصة الإفريقي بعدالة أطروحته المزعومة في الصحراء الغربية". وأوضح السيد الخليل أن "سعي المغرب لنشر الأكاذيب حول ما أسماه اعتراف بعض الدول الإفريقية بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية من خلال فتح قنصليات او تمثيليات دبلوماسية لها في الأراضي المحتلة، على غرار ما حدث مع أنغولا، لإيهام الرأي العام المغربي والعالمي بحشد الدعم الإفريقي لأطروحته، باءت اليوم بالفشل خاصة بعد تجديد بعض الدول الافريقية لموقفها الثابت من قضية الصحراء الغربية ودعم حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال". وهنا ذكر الدبلوماسي أن هذه المغالطات جاءت إثر تقديم سفير أنغولا أوراق اعتماده إلى الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، وهو ما أحدث -حسبه- "زلزالا" في العلاقات الانغولية-المغربية بحيث انه لأول مرة بعد اعتراف لواندا بالصحراء الغربية، يتم تعيين سفيرا لها هناك. وحسب السفير، فإن قرار أنغولا لم يأت "اعتباطا"، بل كان ردا مباشرا وواعيا على جميع محاولات نظام الاحتلال المغربي فرض سياسات الأمر الواقع في الصحراء الغربية، كما يعبر عن "رفض صريح أيضا للضغوطات المغربية التي تمارسها على بعض الدول". وأكد السيد الخليل إلى أنه وقف من جديد عند الموقف الانغولي عقب لقائه الأخير مع مدير العلاقات الخارجية للحزب الحاكم في البلاد، الذي أكد موقف لواندا الثابت من النزاع في الصحراء الغربية، و ان كل ما يروج له المغرب مجرد إشاعات، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه مندوب أنغولا خلال تدخله في أشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة حيث أيد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و أكد أن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار. وأشاد ممثل الصحراء الغربية بهذا الموقف الدبلوماسي الانغولي الذي اعتبره "ردا قويا" على الدعاية المغربية و"رفضا صريحا لمحاولات نظام الإحتلال المغربي فرض الأمر الواقع الاستعماري في الصحراء الغربية"، مجددا استعداد وعزم الجمهورية الصحراوية على "تعميق علاقات التعاون بين البلدين". كما أظهرت أنغولا اهتمامها خاصا بالنزاع في الصحراء الغربية عندما تطرق اعلامها الرسمي لكفاح الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال بمناسبة حلول الذكرى ال49 لإعلان الكفاح المسلح في الصحراء الغربية في 20 مايو 1973، مخصصا حيزا هاما من البرامج الإذاعية والمتلفزة وصفحات الجرائد المطبوعة والإلكترونية، لشرح أبرز معالم المسيرة النضالية للشعب الصحراوي.