تميز المهرجان الجزائري الايرلندي حول ثقافة المقاومة الذي جرى بدبلن خلال هذا الأسبوع، بنشاطات مكثفة و مشاركة واسعة من الجالية الجزائرية المقيمة بإيرلندا. كما تنقل بعض أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في بريطانيا إلى دبلن خصيصا من أجل حضور هذا الحدث الهام. و كانت سفارة الجزائر طرفا هاما في تنظيم هذه التظاهرة الثقافية غير المسبوقة بأيرلندا وقدمت مساهمة مادية و دعما لوجيستيا. كما عرف المهرجان مشاركة مثقفين و باحثين ايرلنديين و جزائريين و بريطانيين الذين نشطوا موائد مستديرة مختلفة نظمت بهذه المناسبة. أما العروض والنقاشات فقد تمحورت حول حركات التحرر الجزائرية والايرلندية و أوجه التشابه العديدة في التاريخ الحديث للبلدين سيما فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال الأجنبي والكفاح من اجل الاستقلال. كما تمت الإشارة الى التشابه الكبير للسياسات المستعملة من الإمبراطوريات الاستعمارية من اجل إدامة هيمنتها على الشعوب المستعمرة. كما تم التطرق إلى عديد المواضيع خلال الأيام الثلاثة من المهرجان على غرار ممارسات الامبراطوريتين الاستعماريتين البريطانية و الفرنسية من اجل طمس هوية الشعوب المستعمرة و كفاح المرأة وكذا دور الثقافة و الفنون في المقاومة و كذا في مسار التحرير بما فيها بعد الاستقلال. أما الطلبة الجزائريين سيما المسجلين في جامعة ليمريك الذين تنقلوا الى دبلن فقد اثروا النقاشات من خلال مداخلاتهم. أما النشاط الأهم الذي ميز اللقاء فهو بلا منازع, عرض الفيلم التاريخي "معركة الجزائر" خلال أمسيتي اليومين الأولين. و قد استرعى هذا العمل السينمائي الذي يروي احد أهم مراحل الثورة التحريرية, اقبال و تفاعل الجمهور مما يعكس الإعجاب الذي تحظى به الثورة الجزائرية لدى الشعوب الأجنبية سيما لدى الشعب الايرلندي عبر الاجيال. كما شكل المهرجان فرصة للتطرق لكفاح الشعب الصحراوي من اجل حريته و حقه في تقرير المصير عبر عرض فيلم وثائقي بعنوان "سوكينا 4400 يوما من الظلام". و يحكي هذا الفيلم الذي انجزته سينمائية اسبانية, قصة سكينة المرأة و الأم الصحراوية التي تعرضت لشتى أنواع الحرمان و التعذيب في زنزانات السجون المغربية و في قلعة نغونا خاصة. و أظهرت المجموعات والنقاشات خلال ثلاثة أيام, الاهتمام الكبير لعديد الكتاب والباحثين الايرلنديين الذين قاموا بأبحاث هامة ونشروا عديد الأعمال حول الجزائر و تاريخها. و قد شكل النجاح الكبير لهذا المهرجان سيما بفضل إقبال الجمهور الايرلندي دافعا لاقتراح إدامته وتنظيم تظاهرات أخرى تبرز الصداقة بين الشعبين الجزائري و الايرلندي و تخلد تضحياتهما من اجل الاستقلال.