افتتحت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة وذلك في أجواء روحانية بامتياز بعد غياب لهذه التظاهرة عن المشهد الثقافي للمدينة دام ثلاث سنوات. وقد استهلت السهرة الأولى لهذه الطبعة التي تنظم تحت شعار "محمد رسول الله له ترنمي و نشيدي" بأداء للمنشد عبد الرحمان بوحبيلة من قسنطينة وسط ديكور روحاني و ذلك أمام جمهور متعطش لهذا اللون الفني وبحضور والي الولاية عبد الخالق صيودة الذي أشرف على انطلاق هذه التظاهرة. وقد أدى عبد الرحمان بوحبيلة عدة أناشيد دينية من بينها "ازداد النبي وفرحنا بيه" و "مولاي صلي و سلم على حبيبك خير الخلق كله" و"محمد رسول الله له ترنمي ونشيدي" و ذلك وسط تجاوب لافت للجمهور . وقد صرح عبد الرحمان بوحبيلة لوأج أن المهرجان الدولي للإنشاد سانحة للتعبير عن التراث القسنطيني الأصيل و المعروف بثرائه. كما تميزت السهرة الأولى من هذا المهرجان بتكريم عديد الوجوه الفنية التي غادرت الساحة الفنية المحلية على غرار زين الدين بن عبد الله و شيخ العيساوة عبد الرحمان حصروري وبشير عايب والمنشد حسين بوكربي و كذا الصحفي الراحل ناصر حناشي و غيرهم. أما الجزء الأخير من السهرة الافتتاحية فنشطته المؤدية فريدة بوسمان من ألمانيا التي أدت "محمد رسول الله" و "يا سلطان" كما غنت للمحبة والسلام والتآخي رد عليها الجمهور بتصفيقات حارة . وألقيت على هامش العروض الإنشادية محاضرة من طرف الأستاذ عبد الله حمادي من قسنطينة بعنوان "الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف في المغرب الإسلامي من خلال مخطوط الإمام العزفي الأندلسي و إلقاءات شعرية للشاعرين نور الدين درويش ومحمد شايطة . كما سيعرف اليوم الثاني من هذه الطبعة التي ستتواصل إلى غاية الجمعة المقبل مشاركة فرق كل من الشيخ فاضل السقا من تونس بعرض "بدر التمام" و فرقة "السلام" من ولاية تبسة ثم الفرقة الفائزة بالمرتبة الأولى في المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد بقالمة حسب ما أفاد به محافظ المهرجان عبد العالي لوهواه. من جهة أخرى، فقد تم قبل ذلك تدشين قاعة السينماتيك "النصر" بوسط مدينة قسنطينة من طرف والي الولاية عبد الخالق صيودة، حيث تم عرض بالمناسبة شريط وثائقي قصير حول مسيرة الفنانة القديرة الراحلة شافية بوذراع و آخر خاص بالمسيرة الفنية لرائد السينما الجزائرية الفقيد الطاهر حناش من مواليد قسنطينة بالإضافة إلى تكريم عائلات بعض الفنانين الراحلين.