تمر اليوم الثلاثاء, الذكرى ال12 على التفكيك العسكري الهمجي لمخيم "أكديم ازيك" من قبل قوات القمع المغربية, وهو المشيد على بعد كيلومترات قليلة من العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة, من قبل أكثر من 20 ألف مدني صحراوي بشكل سلمي, تنديدا بالتمييز العنصري الذي يتعرض له الشعب الصحراوي والمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ونتج عن الاعتداء الوحشي لقوات الاحتلال المخزني على المخيم, خسائر كبيرة من بينها بشرية, وحملات اعتقال عشوائية طالت مئات المدنيين الصحراويين السلميين, من بينهم مدافعون عن حقوق الإنسان وحق تقرير المصير في الصحراء الغربية, أدينوا بأحكام جائرة بالسجن, لمدة تتراوح ما بين 25 سنة والمؤبد, في انتهاك صارخ للقانون. وقال رئيس رابطة حماية السجناء الصحراويين في السجون المغربية ونائب رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي, عبد الرحمن زيو, في تصريح ل"وأج" إن قوات المخزن ارتكبت "جرائم رهيبة بكل وحشية وهمجية" في حق الصحراويين السلميين بمخيم "أكديم ازيك", من قتل وتشريد و اهانات واعتداء على المدنيين وممتلكاتهم, بما يمكن اعتباره جرائم ضد الانسانية, مضيفا ان الشعب الصحراوي يتذكر تلك الجرائم "ومازال المعتقلون أكبر شاهد على المعاناة التي تسبب فيها الاحتلال المغربي". وأشار عبد الرحمن زيو الى أن مخيم "أكديم ازيك" كان سلميا يضم صحراويين عبروا عن مطالبهم بطريقة حضارية, ونقلوا احتجاجهم ورفضهم لواقع الاحتلال المغربي, حيث كانت قد مرت آنذاك 35 سنة عن احتلال أراضي الصحراء الغربية, لكن للأسف, يضيف, فإن "النهاية كانت مأساوية, فالقوات المغربية هاجمت فجر الثامن نوفمبر2010, بكل وحشية مخيما آمنا يضم قرابة 20 ألف مواطن صحراوي, وتم التنكيل بهم والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم, والعالم كله رأى تلك الصورة". اقرأ أيضا : الصحراء الغربية : منظمات حقوقية دولية تودع 6 شكاوى ضد المغرب أمام لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب وأشار الحقوقي الصحراوي الى أن الذكرى ال12 "تعود بهذه الحمولة السلبية المتواصلة, أسوة بتاريخ المغرب الأسود ضد الشعب الصحراوي منذ 1975, الذي يمثل تاريخ الاجتياح المغربي لإقليم الصحراء الغربية". وعن وضعية معتقلي مجموعة "أكديم ازيك" في السجون المغربية وحال عائلاتهم, رد عبد الرحمن زيو قائلا إنها "كارثية, فالمعتقلون يخوضون معارك الأمعاء الخاوية, كما هو الحال في سجون +آيت ملول+ و+تيفلت+ و+القنيطرة+ وهم الذين تم تقسيمهم والزج بهم في سجون بعيدا عن ذويهم بأكثر من 1000 كم, للانتقام منهم والامعان في معاقبتهم هم وعائلاتهم, ومصادرة حقهم في الزيارة, الى جانب التضييق المستمر والاعتداء عليهم". وفي هذا الصدد, استدل بما يعانيه المعتقلون الصحراويون بسجن "آيت ملول", ومن بينهم ابراهيم اسماعيلي ومحمد باني وسيد أحمد لمجيد, والذين منعوا من التواصل مع عائلاتهم منذ أكثر من شهر, اضافة الى مصادرة كل حقوقهم, "وهي معاناة مستمرة منذ 12 سنة, تاريخ الزج بهم في غياهب السجون المخزنية". كما ذكر بحالة الصحفي الصحراوي المعتقل محمد هدي لمين عابدين, وكذا المعتقل السياسي النعمة أصفاري, لافتا الى وجود قرار صادر عن لجنة الاممالمتحدة لمناهضة التعذيب بجنيف, والذي يدين المغرب ويدعوه الى اطلاق سراح أصفاري وغيره من المعتقلين السياسيين الصحراويين, وهذا منذ 2016, لكن المخزن يمضي في تعنته ويرفض تطبيق القرار. و أكد عبد الرحمن زيو أن "المعتقلين السياسيين الصحراويين يعانون الأمرين نتيجة احتجازهم التعسفي, باعتراف الجمعيات الحقوقية الدولية التي راقبت وتابعت المحاكمات الجائرة بحق هؤلاء, وهو ما أثبتته تقارير المنظمات الدولية الموثوقة, وحتى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, الذي تحدث عن معاناة المعتقلين والسياسات الجائرة التي يرتكبها النظام المغربي ضدهم". وشدد رئيس رابطة حماية السجناء الصحراويين في السجون المغربية على أن "الشعب الصحراوي مازال يدفع ثمن جرائم النظام المغربي, لكن صموده وإرادته في الحرية والاستقلال, ستتغلب على جرائم المحتل". وفي السياق, استنكر عبد الرحمن زيو عدم محاسبة النظام المغربي على جرائمه, لافتا الى أن "المجتمع الدولي عاجز على محاسبة المغرب وانتهاكاته المستمرة, وخصوصا ما حدث بمخيم +أكديم ازيك+ حيث أفلت من العقاب". وناشد المجتمع الدولي والأممالمتحدة, التدخل وبذل كل ما بوسعهم من أجل إلزام النظام المخزني باحترام التزاماته الدولية واحترام ما وقع عليه مع جبهة البوليساريو, بهدف احقاق الحق للشعب الصحراوي وتمكينه من حقه في تقرير المصير والاستقلال.