نظمت المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، الملتقى الدولي الأول حول موضوع "60 سنة من الإذاعة في الجزائر، التحديات والرهانات". و تمحورت تدخلات المشاركين في الملتقى, المنظم على مدار يومين, حول التعريف بالحركية الدائمة للإذاعة الوطنية بدء من تأسيس الإذاعة السرية في 16 ديسمبر 1956 ثم "صوت الجزائر الحرة والمكافحة" وصولا الى تاريخ بسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون ثم المرحلة الراهنة المتميزة برقمنة المشهد الاعلامي الجزائري. و عاد المجاهد وعضو مجلس الأمة, السيد دحو ولد قابلية الى حيثيات تأسيس الإذاعة السرية قائلا بأن "البث الأول للإذاعة السرية كان له صدى كبير لدى الشعب الجزائري وقادة الثورة لأنه كان عملا مشرفا أعطى مصداقية لخطاب جبهة التحرير الوطني التي نجحت في الحديث مباشرة إلى الشعب ". كما أكد أن العدو الفرنسي "تفاجأ بهذه الإذاعة وانتهج سياسة التشويش للقضاء عليها والبحث عن أماكن البث وانشاء مراكز مضادة". و قامت السلطات الاستعمارية آنذاك -وفق ذات المتحدث- وفي مسعى إطفاء صوت الإذاعة السرية, ب"محاولات تسلل لتخريب المحطة باستعمال أجهزة خاصة جوا وبحرا وتلغيم المكان إلا أنها لم تنجح". من جهته, أكد مدير المدرسة, الأستاذ عبد السلام بن زاوي, أن هذا الملتقى "يحمل رسالة للأجيال القادمة التي تعيش رهانات هامة في حقل الإعلام والاتصال وعليها ان تتذكر أن كل ما يوجد اليوم هو مبني على رصيد ثورة التحرير الجزائرية". و أبرز المدير العام للإذاعة الوطنية, محمد بغالي, بأن الإذاعة السرية التي انطلقت في 16 ديسمبر 1956, هي بمثابة "شهادة ميلاد الإذاعة الجزائرية ما يجعلنا نشعر بمسؤولية اكبر اتجاه الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته وانسجامه الاجتماعي". و عرج العقيد مراح مصطفى, من مديرية الاعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي, حول إعلام الجيش الشعبي الوطني من خلال الإعلام الإذاعي كنموذجا, مؤكدا ان عبقرية رجالات الثورة هي فريدة من نوعها لانها اعطت اهتمام بالغ للإعلام والاتصال. و تم, بذات المناسبة, التوقيع على اتفاقية شراكة بين المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام ومؤسسة الإذاعة الجزائرية تهدف إلى فتح أبواب التكوين وتبادل الخبرات بهدف السماح للأجيال القادمة بالتقرب مع المشهد الإعلامي بمهنية واحترافية أكثر, كما تم تدشين الرسمي لاستديو إذاعة المدرسة الموجه للطلبة.