أحيت الإذاعة الوطنية اول امس الخميس الذكرى ال55 لتأسيس الإذاعة السرية باحتفالية احتضنها النادي الثقافي عيسى مسعودي بحضور وزير الاتصال ناصر مهل والمدير العام للإذاعة الوطنية توفيق خلادي ونخبة من الإعلاميين ، وبهذه المناسبة أكد ناصر مهل على أهمية الدور البارز الذي قامت به الإذاعة السرية التي كانت صوت الجزائر الحرة المدافعة عن القضية الوطنية حيث ساهمت في تلك الفترة في التعريف بالثورة الجزائرية، واعتبر مهل الذكرى ال 55 لتأسيس الإذاعة السرية مناسبة هامة بالنسبة لتاريخ الوطن مشيرا إلى أن الاحتفالية التي نظمتها الإذاعة الوطنية بنادي عيسى مسعودي بمثابة وقفة عرفان لكل من كان لهم الفضل في وصول صوت الجزائر للجزائريين وللرأي العام الدولي. وأضاف مهل في تصريح للصحافة الوطنية على هامش الندوة التي احتضنها النادي الثقافي للإذاعة الوطنية عيسى مسعودي حول إنشاء الإذاعة السرية أن الرعيل الأول من الإذاعيين الذين أسسوا الإذاعة السرية قاموا بمجهود كبير من أجل إيصال صوت الجزائر للجزائريين وللرأي العام الدولي حيث ساهمت الإمكانيات الاتصالية في التعريف بالقضية الجزائرية و نشط الندوة التي حضرها وزير الاتصال ناصر مهل والمدير العام للإذاعة توفيق خلادي الأستاذ لمين بشيشي بمشاركة نخبة من الإعلاميين وإطارات الإذاعة الوطنية. وفي هذا الصدد أكد الأستاذ لمين بشيشي أن الإذاعة السرية شكلت لبنة أساسية في هيكل الثورة الجزائرية وأنه بتأسيسها دخلت جبهة التحرير حرب الموجاة السرية مع المستعمر الفرنسي،وذكرالفنان والمجاهد مصطغى تومي نخبة من الرجال الذين كان لهم الفضل في تأسيس ونجاح الإذاعة السرية ومن ضمنهم الإذاعي المتميز عيسى مسعودي ،كمال داودي ،مدني حواس بلعيد عبد السلام ،عبد الرحمن الأغواط ،محمد سوفي وغيرهم . وأشار الملحن مصطفى سحنون إلى أن الإذاعة السرية أعطت حماسا للمجاهدين ومنحت مجالا للمثقف للإبداع والإلتفاف حول القضية الجزائرية . وتم خلال الندوة عرض شريط وثائق حول إنشاء الإذاعة السرية تحت عنوان "صوت الجزائر الحرة المكافحة" قدمت فيه العديد من الشهادات حول الإرهاصات الأولى لهذا الصرح الإعلامي المتميز ومن جهة احتضن أودتريوم الإذاعة الوطنية حفلا فنيا ساهرا احتفالا بهذه المناسبة وتم خلال الحفل الذي حضره جمهور غفير تقديم باقة من الأناشيد والأغاني الوطنية من ضمنها نشيد قلبي يا بلادي لاينساك التي كتبها الدكتور مصطفى تومي ولحنها الموسيقار مصطفى سحنون وأغنية جمال بلادي التي كتب كلماتها الشاعر محمد الأخضر السائحي ولحنها الأستاذ حكيم لمداني للإشارة فقد تم تكريم كل من المجاهدين والفنانين لمين بشيشي ومصطفى تومي من طرف وزير الإتصال ناصر مهل تقديرا لمسارهما الفني الحافل بالإبداع والعطاء على مستوى العمل الإذاعي وفي المشهد الثقافي الجزائري
نشأت الإذاعة الجزائرية في قلب ثورة التحرير المباركة، وبالتحديد في السادس عشر من ديسمبر 1956، بإذاعة سرية أمرت قيادة اتصالات جيش التحرير بها، فقد كانت على ظهر شاحنة تجوب الفيافي على الحدود الجزائرية المغربية، متخفية من العدو الذي لم يتمكن من تحديد موقعها و نشير إلى أن المرحلة الأولى لهذه الإذاعة بدأت بجهاز إرسال من نوع PC 610 منتقل عبر شاحنة من نوع أخرجت من القاعدة الأمريكية بالقنيطرة بالمغرب عام 1956 وكانت هذه الإذاعة تبث برامجها في منطقة الريف المغربي الخاضع سابقا للحكم الإسباني ساعتين يوميا على الموجات القصيرة حسب التقسيم التالي: 1- ساعة كاملة باللغة العربية تذيع أخبار عسكرية، سياسية، تعليق بالفصحى، تعليق بالدارجة 2- نصف ساعة الأمازيغية 3- نصف ساعة بالفرنسية وقد كان أول مدير لها المرحوم محمد السوفي المتوفى في ديسمبر 2006 ولم يلبث صوت الجزائر أن انطلق يدوي من الإذاعات العربية الشقيقة بصوت المرحوم عيسى مسعودي (الذي قال عنه الرئيس الراحل هواري بومدين"نصف انتصارات الثورة بفضل جيش التحرير ونصفها الآخر بفضل صوت عيسى مسعودي..بدءا بالرباط فطنجة ثم تونس،لتفتح أغلب الإذاعات العربية برنامجا خاصا يدعم الثورة الجزائرية، مثلما فعل صوت العرب من القاهرة، والإذاعة الليبية من طرابلس وبنغازي، والكويت وبغداد وجدة ودمشق وغيرها ما يمكن أن يقال عن الإذاعة السرية هو أنها تميزت بكونها جزائرية مائة بالمائة في برامجها وتوجيهاتها وإطاراتها السياسية والتقنية على حد سواء تجدر الإشارة إلى أنه وفي السنة الأولى من الاستقلال، وبالضبط في الثامن والعشرين من أكتوبر 1962 تم بسط السيادة الوطنية من جديد على هذه المؤسسة الإستراتيجية. ومنذ ذلك الوقت والإذاعة الجزائرية "صوت من لا صوت له"، وصدى العمل الوطني الجبار في مجال التنمية، في تجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، ونشر الوعي السياسي والتنشئة الديمقراطية.