أحيت الإذاعة الجزائرية اليوم السبت الذكرى ال61 لتأسيس "إذاعة الجزائر الحرة المكافحة" (الإذاعة السرية), وتم بالمناسبة تسليم درع جامعة الدول العربية لمجاهد الكلمة المرحوم عيسى مسعودي, بالإضافة إلى تكريم عدد من رواد التعليق السياسي إبان الثورة التحريرية. وشهدت الاحتفالية التي تم تنظيمها بالمركز الثقافي عيسى مسعودي, تحت رعاية وزير الاتصال, جمال كعوان, وإشراف المدير العام للإذاعة الجزائرية, شعبان لوناكل, وحضرها وزير الثقافة, عز الدين ميهوبي, وعدد من الشخصيات الوطنية والعربية, إقامة معرض لأرشيف وعتاد وأجهزة اتصالات كانت تستعمل إبان حرب التحرير من تقديم متحف الإذاعة الجزائرية ومتحف المجاهد ومديرية الإيصال والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني. وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة, أكد وزير الاتصال أن "إذاعة الجزائر الحرة المكافحة تعد من رموز نضالات الشعب الجزائري", مؤكدا أنها "تأسست ضمن سياق مؤتمر الصومام الذي أكد أهمية دور وسائل الإعلام في التعريف بالقضية العادلة للشعب الجزائري". وأضاف أن صوت الإذاعة السرية "كان له الأثر البالغ في رفع معنويات جيش التحرير الوطني وإفشال الدعاية الاستعمارية وفي تعبئة الشعب من أجل وحدة الصف والالتفاف حول قضيته العادلة باللغتين العربية والأمازيغية, لأنه كان لزاما مخاطبة أبناء الشعب الواحد بكل مكوناته اللغوية التي تعتبر الأمازيغية جزءا أساسيا منها". وأكد السيد كعوان في ذات السياق أن "الأمازيغية اليوم تحظى بالمكانة التي تليق بها, كما أن تطويرها وترقيتها وتعليمها وتداولها تدريجيا هي محل ديناميكية لا يستهان بها في برامج الحكومة, مما يجعلها في منأى عن كل المساومات والتلاعبات السياسوية". وأبرز وزير الاتصال دور إعلاميي الإذاعة السرية الذين جعلوا منها "وسيلة لأداء واجب وطني مقدس ورسالة مهنية مشرفة", معربا عن "تقديره وعرفانه للإعلاميين الأجانب الذين ساهموا بشجاعة في فضح الاستعمار الغاشم وإسماع صوت الشعب وامتنانه للدول الشقيقة والصديقة التي خصصت فضاءات بإذاعاتها لنقل صوت الثورة الجزائرية". وقال كعوان أن جيل الإعلاميين الذين أسسوا الإذاعة السرية "يحظى بتقدير خاص من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي خلد عطاءاتهم باعتماد يوم وطني للصحافة في ذكرى تأسيس جريدة المقاومة الجزائرية". وأكد أن "إعلام الجزائر المستقلة مدين لهذا الجيل ومطالب بتشريف ذاكرتهم ومواصلة المسيرة وفق ضوابط تؤطرها أدبيات المهنة والاحترافية", مضيفا أن الإعلام الجزائري "سيبقى وفيا لنصرة حقوق الإنسان وقضايا التحرر في كل زمان ومكان". من جانبه, اعتبر المدير العام للإذاعة الجزائرية أن الهدف من هذه الاحتفالية هو "التذكير بفضل رجال رأوا بدقة بصيرتهم ونظرتهم الثاقبة بوجوب أن يكون للثورة الجزائرية صوت يبلغ رسالتها", منوها بالمنظومة الإذاعية التي تحظى بها الجزائر اليوم من خلال 55 إذاعة موضوعاتية وجهوية إضافة إلى 3 مراكز للتكوين. وتم بذات المناسبة عرض شريط فيديو يخلد إذاعة الجزائر المكافحة, كما ألقى المجاهد والوزير الأسبق, لمين بشيشي, محاضرة حول تاريخ الإذاعة السرية التي انطلقت --كما قال-- بمذياع بسيط موضوع في شاحنة, وصدح بتاريخ 16 ديسمبر 1956 صوت المعلق السياسي شيخ ميمون بجملته الشهيرة: "هنا إذاعة الجزائر الحرة المكافحة, صوت جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني يخاطبكم من قلب الجزائر", لينتقل البث بعد ذلك عبر إذاعات الدول العربية مثل المغرب, تونس, ليبيا, مصر, سوريا والعراق. وفي نهاية الاحتفالية, سلم وزير الاتصال درع جامعة الدول العربية للتميز الإعلامي لعائلة المجاهد عيسى مسعودي, كما تم تسليم أوسمة استحقاق لرواد التعليق السياسي في الإذاعة السرية, وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الأسبق, بلعيد عبد السلام, والوزير الأسبق, لمين بشيشي, إلى جانب مدني حواس, عبد المجيد مزيان, عبد الله شريط, عبد القادر معاشو, رضا بن الشيخ الحسين, عبد العزيز شكيري وعبد الله حدو.