يشكل قرار الترسيم الفوري للمعلمين والأساتذة المتعاقدين في قطاع التربية الذي اتخذه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خطوة هامة من شأنها تعزيز فرص الإنخراط الفعلي لهذه الفئة في جهود ترقية منظومة التعليم وعصرنتها، كما أجمع اليوم الإثنين في تصريحات لوأج عدد من المدرسين بقطاع التربية بولايات جنوب الوطن الذين سيشملهم هذا القرار. وأبرز معلمون وأساتذة بولاية أدرار أهمية و انعكاس هذا القرار على الوضع الإجتماعي و المهني للمعلمين المتعاقدين خاصة بولايات الجنوب. وأشار أستاذ التعليم الإبتدائي بمدرسة الهاشمي علال ببلدية فنوغيل (جنوب عاصمة الولاية)، زويني محمد، أن هذا القرار "الصائب يساهم بشكل مباشر في الحد من البطالة لفئة كبيرة من الشباب و تحسين ظروفهم المعيشية لأنه يعتبر وظيفة قارة". وأضاف أنه "سيعود بالأثر الإيجابي على القطاع، بدليل اكتساب المعلمين الذين سيتم ترسيمهم لخبرة ميدانية نظرية وهو ما يساعد القطاع أكثر في دمجهم وتكوينهم حول المستجدات البيداغوجية". وبدوره، أبرز الأستاذ جرفور لمين من ابتدائية أبي الحسن الأشعري بمدينة أدرار، أن هذا القرار "يكتسي أهمية كبيرة وسيساهم في إزالة الكثير من المصاعب و التحديات المادية للمعلمين المتعاقدين سيما بالمناطق النائية بالجنوب"، حيث سيصبح بموجب هذا الإجراء تلقي رواتبهم بشكل آني و منتظم مما يساعدهم على التكفل بظروف معيشتهم اليومية و العائلية". وأشار المتحدث ذاته إلى أهمية تثمين هذا القرار بترقية و تأهيل المعلمين والأساتذة المتعاقدين المرسمين من خلال برمجة أيام تكوينية حول آليات ومناهج التعليم مع أهمية ترسيم كل أستاذ –حسبه-- في مجال اختصاصه لتحقيق النجاعة من التعليم خاصة في طوري المتوسط و الثانوي. وبعد أن أشارت أسماء نواصر، أستاذة العلوم الطبيعية بمتوسطة الشهيد بوسعيد ميلود بالمنيعة، إلى أهمية قرار رئيس الجمهورية، أكدت أنه يعد ''مكسبا مهما يشجع على إبراز قدراتنا في تقديم كل ما يحتاجه التلميذ في سبيل التحصيل العلمي المطلوب". ومن جهته، يرى مصطفى عبد الرحمان، أستاذ التربية البدنية والرياضية بمتوسطة الشهيد بورويس محمد بذات الولاية، أن القرار "يرفع الغبن" عن هذه الفئة، معربا عن سعادته بهذا القرار كون أنه اكتسب منصب عمل دائم . وبدوره، ذكر أستاذ التعليم المتوسط عمراني محمد بالمنيعة أن الترسيم سيترتب عنه الكثير من الأمور الإيجابية، على غرار أجرة شهرية ثابتة من شأنها رفع الضغط النفسي والمهني عنهم وعن عائلاتهم خصوصا بالولايات الجنوبية. وأجمعت الأسرة التربوية بولاية المغير على أن هذا القرار سيساهم في تحسين الحالة الاجتماعية لهذه الفئة، كما من شأنه أن يعزز الاستقرار في القطاع والنهوض بالمنظومة التربوية. ووصف المعلم مسعود خليل بابتدائية الشهيد برمكي عيسى ببلدية المغير الذي كان قد التحق بسلك التعليم بنمط التعاقد منذ أزيد من سنتين، وهو من بين العشرات الذين سيمسهم قرار الترسيم بالولاية، ب"المكسب الهام" الذي يسمح لهذه الشريحة من الإنخراط في خطط إصلاح منظومة التعليم التي تجسدها الدولة . ويرى من جهته الأستاذ وليد بورزق، أستاذ متعاقد معني بالترسيم بولاية الأغواط، أن هذا الإجراء "سينعكس بالإيجاب على الحياة المعيشية لعائلات الأساتذة ". نفس مشاعر الأمل في المستقبل عبر عنها معلمون وأساتذة متعاقدون بولاية ورقلة، الذين ثمنوا هذا القرار، حيث قالت زينب قويدري، معلمة لغة عربية في الطور الإبتدائي، أن هذا القرار "جد هام للمدرسين المتعاقدين والذي سيضمن لهم الإستقرار النفسي بالدرجة الأولى و تحسين وضعيتهم الإجتماعية والمادية، مما يحفزهم مستقبلا على بذل مزيد من الجهود لتربية أجيال المستقبل". وبدوره، عبر محمد لوزي، أستاذ متعاقد في الطور الثانوي (مادة تسير واقتصاد) عن "ارتياحه الكبير" لهذه الخطوة، مؤكدا أنها ستساهم فور تطبيقها في رفع معنويات المدرس وتعزيز مكانته في المجتمع باعتباره حاملا لرسالة نبيلة. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمر خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الأحد بالترسيم الفوري لكل المعلمين والأساتذة المتعاقدين في قطاع التربية والذين يقارب عددهم الستين ألفا.