تعد مسألة النهوض بحركية السياحة من أبرز مساعي السلطات المحلية بتوقرت لرفع رهان تحقيق تنمية محلية مستدامة بهذه الولاية الفتية والانخراط أكثر في جهود دعم الإقتصاد الوطني. و في هذا الإطار, ترتكز جهود مصالح قطاع السياحة والصناعة التقليدية حاليا على إنعاش الاستثمار السياحي بشكل متجدد لتجسيد تنمية سياحية واعدة بهذه المنطقة الصحراوية. و تجسيدا لهذا المسعى, تجري حاليا أشغال تهيئة ثلاث مناطق للتوسع السياحي بالولاية. ويتعلق الأمر بمنطقتين على مستوى بلدية النزلة بمساحة إجمالية قوامها 35 هكتارا وأخرى ببلدية تيماسين بمساحة 14 هكتارا, حيث يرتقب أن تكون جاهزتان في غضون الأشهر القليلة المقبلة لاحتضان مختلف المشاريع الإستثمارية, حيث يحصي القطاع حاليا ما لا يقل عن 24 مشروعا حظي بالموافقة من طرف اللجنة الولائية للإستثمار, مثلما أوضح لوأج مدير السياحة والصناعة التقليدية, عبد الحكيم يحي. و تعكف ذات المصالح على توفير كافة الظروف الملائمة لاستقطاب مشاريع استثمارية تمنح قيمة مضافة و تعطي جاذبية سياحية أكبر لهذه الولاية, التي تمثل بيئة مثالية لتجسيد مشاريع سياحية بالنظر لحجم المؤهلات الطبيعية والتنوع الثقافي والتراثي الذي تتوفر عليه فضلا عن موقعها الجغرافي الحيوي باعتبارها بوابة محورية للولوج إلى عمق الصحراء بالنسبة للقادمين من شرق و وسط البلاد, مثلما جرى شرحه. و من ضمن الطموحات التي يصبوا إليها القطاع لإنعاش الحركية السياحية بالمنطقة أيضا تدعيم هياكل الاستقبال للرفع من قدرات الإيواء في ظل الإقبال المتزايد للزوار و السياح على ولاية توقرت. اقرأ أيضا : السياحة الصحراوية: الساورة ... وجهة سياحية مفضلة تعزز التنمية الإجتماعية-الإقتصادية للمنطقة و قد عرفت الولاية توافد أزيد من 18 ألف سائح وطني و أكثر من 500 سائح أجنبي منذ افتتاح موسم السياحة الصحراوية شهر أكتوبر المنصرم, حسب ذات المسؤول. و أشار بالمناسبة أن قطاعه يركز و يولي عناية خاصة لمشاريع السياحة في مجال الفندقة وهياكل الاستقبال وتشجيع تجسيدها عبر مختلف بلديات الولاية بما يساهم في ضمان تكفل أمثل بالسياح و الحد من العجز النسبي المسجل في طاقة الإيواء بالولاية والتي تتوفر على خمسة (5) هياكل فندقية بمجموع 279 سرير. و في سياق التدابير المتخذة لتخفيف الضغط على الهياكل الفندقية وضمان تكفل نوعي بالوافدين, تعمل مصالح القطاع على تجسيد برنامج طموح يتوخى منه نشر ثقافة التخييم في الوسط الواحاتي من خلال تهيئة بعض المناطق الواحاتية والفضاءات الغابية وجعلها فضاء خصبا و ملائما للتخييم يستهوي عشاق هذا النوع من السياحة والمغامرة. كما يتعلق الأمر كذلك بجهود لتنشيط خدمة الإقامة لدى الساكن أو الإيواء السياحي وتعميمها وتشجيع المواطنين للانخراط في مسعى الترويج السياحي من خلال الاستثمار في هذا النشاط الذي أثبت نجاعته في عدة ولايات سيما تلك المعروفة بطابعها السياحي. و تبذل أيضا جهود واسعة لترقية جاذبية المسارات السياحية وتثمين الرصيد السياحي المتنوع بطابعه الحضاري والثقافي والديني المنتشر عبر مختلف أقاليم الولاية وذلك من خلال تسطير برنامج ترويجي مشترك بين مختلف الفاعلين في المجال السياحي يتضمن إنجاز أشرطة وثائقية حول أهم المواقع السياحة والترويج لها على أوسع نطاق, فضلا عن الشروع في إعداد دليل سياحي رقمي بعدة لغات يحتوي على تفاصيل حول أهم المسارات والمعالم السياحية بالمنطقة و التعريف بمنتجات الصناعة التقليدية والحرف وكذا معلومات وبيانات عن الفنادق وهياكل الاستقبال والإيواء بالولاية. دار للصناعة التقليدية في الأفق لمرافقة الحرفيين و في سياق المساعي الرامية إلى تعزيز آليات الدعم والمرافقة لفائدة حرفيي الصناعة التقليدية وتثمين المنتوج الحرفي بالولاية, فقد سجلت عملية لإنجاز دار للصناعة التقليدية بولاية توقرت والتي ستضمن مرافقة واسعة للحرفيين و التكفل بانشغالاتهم وتطلعاتهم سيما ما تعلق بتسويق منتوجاتهم وكذا تكوينهم وتأهيلهم عبر برامج و ورشات تكوينية متخصصة تساهم في تطوير مهاراتهم الحرفية وتمكنهم من عصرنة منتوجهم الحرفي التقليدي, مثلما أوضح مدير القطاع . كما سيكون هذا المرفق - حسب ذات المسؤول - بمثابة وجهة سياحية أمام الزوار لاكتشاف قدرات الولاية في مجال الصناعة التقليدية والحرف على غرار الطرز التقليدي والصناعة الجلدية و السلالة ومشتقات النخيل, حيث تحصي ولاية توقرت أكثر من 2.800 حرفي مسجل في مختلف الأنشطة الحرفية. و تزخر ولاية توقرت بقدرات سياحية هائلة تتنوع ما بين تراثية وثقافية وتاريخية وطبيعية على غرار الكثبان الرملية وواحات نخيل ومناطق رطبة تضم عديد البحيرات والمسطحات المائية إلى جانب عديد المعالم والمواقع الأثرية, من بينها القصور العتيقة بمناطق تماسين والعالية والهرهيرة وتالة, بالإضافة إلى الزاوية التجانية (تماسين) والتي تعد من أبرز معالم السياحة الدينية بالمنطقة, بالإضافة إلى ذلك الرصيد المتنوع من التراث الثقافي والحضاري و الموروث الشعبي.