افتتح يوم السبت بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة معرض فني للصور الفوتوغرافية الملتقطة تحت الماء بعنوان "ألوان في عمق البحر" يضم قرابة 40 صورة بالألوان تعكس ثراء وتنوع البيئة البحرية والتراث الأثري المغمور في أعماق مختلف سواحل الجزائر. ويتيح هذا المعرض, المنظم من طرف المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة, مجموعة ثرية من الصورة المنتقاة بدقة والمرفقة بنص تعريفي لمضمونها التقطها 14 مصورا غطاسا محترفا على المستوى الوطني تؤرخ للحظات ساحرة لرحلاتهم الغطسية في أعماق البحر وقرب الشواطئ. وتم التقاط هذه الصور بسواحل الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وسكيكدة وتيبازة وجيجل وبجاية وغيرها من الفضاءات البحرية الثرية بعناصرها البيئية والأسماك والشعاب المرجانية وتراثها المغمور. يضم المعرض, الذي يتواصل لغاية 18 فبراير, صورا متنوعة تبرز مختلف الكائنات والأحياء البحرية التي تكتنزها البحار الجزائرية وكذا الشعاب المرجانية الثرية بألوانها المضيئة, إلى جانب صور تشمل نماذج للأثار المغمورة في أعماق البحار كحطام السفن و جرار. والتقطت هذه الصور بعدسات مصورين محترفين من مختلف الولايات من بينهم إسلام بن ناصر وإلياس بن دريس ومهدي حماني ومحمد زغيلاش وكذا طارق مختاري ورفيق لعميوش ونسيم لوقاسي ومهدي بودهوش وعلي رمزي عياد. وقد التقطت كاميرات هؤلاء المصورين المحترفين مشاهد مختلفة بديعة للحياة البحرية في أعماق البحر بكل تفاصيلها وحركتها ونبضها وبكل مكوناتها وعناصرها من شعاب مرجانية إلى أسماك ورخويات متعددة الأشكال والأحجام إلى حطام سفن وجرار قابعة بالأعماق. من جهة ثانية يخصص المعرض زاوية من فضائه تم فيها عرض مختلف التجهيزات وعتاد التصوير تحت الماء والكاميرات الخاصة ولباس الغوص المستخدمة في التصوير في قاع البحر. ويغوص الجمهور من خلال هذه الصور, التي تم عرضها بجمالية وبزوايا مختلفة, في أعماق البحر وقد نجح هؤلاء المصورون الموهوبون في اختيار اللحظات بدقة لالتقاط الصور بعدستهم وتوثيق جوانب جديدة وأسرار من عالم البحر واقتناص لحظات سحرية ليست متاحة للجميع ولرصد سلوكات الكائنات الحية في بيئتها البحرية تعج بالحياة والحركة. وفي هذا الإطار أوضح رئيس المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة, بوسدي سليم, أن المعرض يهدف إلى "حماية البيئة البحرية والتحسيس بضرورة وأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي والتعريف بالتراث البيئي الذي يزخر به الوسط البحري الجزائري وكذا التراث الثقافي المغمور في البحر", مضيفا أنه "تم توجيه الدعوة للمشاركة في المعرض لكل المصورين الغطاسين المختصين في المجال على المستوى الوطني". وبدوره أشار المصور حماني مهدي, وهو عضو بالمنظمة وطبيب جراح هاوي للغطس والتصوير في أعماق البحر, إلى صور عديدة التقطها عبر عديد السواحل الجزائرية حول البيئة والكائنات البحرية فضلا عن صورة ل "جرة أثرية تعود للفترة البونيقية ذات قيمة تاريخية" بهدف "مشاركتها مع الجمهور والتحسيس بقضايا حماية البيئة ونظافة المحيط وحماية الأثار المغمورة عبر السواحل الوطنية". وعرف هذا المعرض تقديم مداخلتين من طرف مختصين وتقنيين في المجال البيئي تمحورت الأولى حول "التنوع البيولوجي في الوسط البحري والعلوم المساهمة", فيما تناولت الثانية إشكالية "التصوير الفوتوغرافي والتراث البيئي في السواحل الجزائرية, استكشاف السفينة الأمريكية الغارقة سنة 1942".