تطوير السياحة الجزائرية بغرس ثقافة التصوير الفوتوغرافي لدى الشباب كشف المصور الهاوي طارق مختاري أن الساحل الوهراني يحتوي على كنوز بحرية وسمكية آية في الجمال وفريدة من نوعها، وأضاف السيد مختاري الذي يشتغل طبيبا في استعجالات أحد مستشفيات مارسيليا بفرنسا في حوار أجرته معه "الجمهورية" ، بأن هواية تصوير الثروة السمكية والبحرية التي توجد في أعماق سواحل الباهية الجميلة، دفعته إلى جمعها في شكل صور فوتوغرافية وفيديوهات عالية الجودة وتقديمها في شكل معارض لعشاق هذا النوع من الفن. وأوضح محدثنا الذي نظم معرضا فوتوغرافيا من 20 صورة على هامش بث الفيلم الوثائقي لبرنامج "تالاسا" الفرنسي بعنوان "الجزائر... البحر المكتشف" بفندق المريديان بوهران مؤخرا، بأنه لاحظ في الآونة الأخيرة إقامة الكثير من التظاهرات في مثل هذه الاختصاصات الفنية، في فرنسا، المالديف ومصر...إلخ ولكن في الجزائر لم نصل بعد إلى مستوى تطوير وترقية هذه الثقافة الفنية الحسية، مصرحا بأنه ومن هذا المنطلق راودته فكرة الغطس في أعماق السواحل الوهرانية، وجمع أكبر عدد ممكن من الصور لمختلف صنوف الأسماك والنباتات البحرية التي تكتنزها بلادنا، وعرضها في شكل لوحات فوتوغرافية وفيديوهات كلما سنحت له الفرصة بذلك. موضحا في نفس المضمار، بأنه يشكر العديد من الجمعيات المهتمة بالجانب البيئي على غرار جمعية "بربروس" بوهران التي يشتغل مع أعضائها في مجال الغطس، الاهتمام بالتنظيف والبيئة...إلخ، حيث أن مثل هذه "الفعاليات المدنية" تساعد كثيرا على ترقية سواحلنا وحمايتها من كل أشكال الإهمال واللامبالاة، مضيفا أنه سعى من خلال هذا المعرض الفوتوغرافي، تقديم بعض المعلومات والنصوص المكتوبة، حتى يطلع الزائرون على نوعية الأسماك، أسمائها، أصنافها، أحجامها...إلخ حتى تتشكل لديهم صورة ولو مبسطة عن هذه النفائس البحرية التي توجدنا في أعماق سواحل وهران الساحرة، فمثلا هناك أسماك مثل "الميرو" الهامور باللغة العربية، عندما تولد فإنها تكون أنثى ولما تكبر وتجتاز ال5 إلى 6 سنوات تتحول إلى ذكر، وهناك مثلا حيوان "قنديل البحرية" في اللغة الفرنسية "الميدوز" حيث تجد الكثير من المصطافين لما يتعرضون لضرباتها الموجعة يطهّرون جسمهم من آثارها بالماء البارد وهذا خطأ شائع، حيث أن الأصح هو استعمال الماء الساخن لتلافي الوجع الذي يسببه هذا الحيوان البحري من صنف الرخويات. قريبا مسابقة في جيجل وأوضح محدثنا أنه سبق وأن نظم معارض من هذا الشكل في الماضي القريب، بدءا بجامعة وهران العام السنة المنقضية، ثم مؤخرا بفندق "الميريديان" على هامش عرض فيلم "الجزائر... البحر المكتشف" بفندق الميريديان، وفي 15 إلى 17 ماي القادم سيعرض هذه اللوحات الفوتوغرافية البديعة في مدينة مارسيليا بمناسبة تنظيم معرض في هذا المجال. مضيفا أنه يسعى من خلال هذه الرسائل الفنية التي يؤمن بها، التعريف بثروات الجزائر السمكية، وكذا غرس هذه الثقافة لدى العديد من الشباب الجزائري الذي يجهل وجود مثل هذه اللآلئ البحرية الثمينة، وأنه يجب الحفاظ على بلدنا المفدى الذي يمثل بالفعل جوهرة تزخر بالكثير من المؤهلات البشرية والطبيعية الرائعة في مجال السياحة سواء الوطنية منها أو حتى الأجنبية. وختم في الأخير تدخله معنا أنه يوجد بعض الناشطين في مجال هواية التصوير في أعماق البحار، وأنه يرتقب تنظيم مسابقة وطنية في حظيرة تازة بولاية جيجل في جوان القادم على غرار الناشطين حسين كودري من ولاية عنابة مهدي حماني اللذان تحصلا على المرتبة الأولى في مسابقة التي نظمت في 2012 و2013 وأنه يجب العمل على تطوير هذه الهواية مستقبلا حتى تترسّخ لدى أجيالنا اللاحقة.