أكد المشاركون في اجتماع تشاوري للتنسيقية الاوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو), على ضرورة استغلال رئاسة اسبانيا لمجلس الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من سنة 2023, لتحميل مدريد مسؤوليتها التاريخية ازاء استكمال تصفية الاستعمار من الاقليم, وتحذيرها من المضي قدما في الرهان على الخيارات الاستعمارية المغربية الذي يدفع الى مزيد من توتر الاوضاع والتصعيد في المنطقة. وتنفيذا لإحدى مقررات الندوة ال46 للأوكوكو المنعقدة في برلين نهاية العام الماضي, عقدت التنسيقية الاوروبية اجتماعا تشاوريا مع المجموعة البرلمانية "الصحراء الغربية" في البرلمان الاوروبي, لتقييم وضع القضية الصحراوية في مختلف جوانبه, و آفاق تنسيق التضامن على المستويات الاوروبية والجهوية. ولدى تقديمه العرض التمهيدي للاجتماع, أكد أبي بشرايا البشير, القائم بأعمال ممثل جبهة البوليساريو لدى أوروبا والاتحاد الاوروبي, أن "سنة 2023 مليئة بالفرص والمواعيد الهامة لتوطيد التضامن مع القضية الصحراوية في أوروبا, و استغلال ما تبقى من عهدة البرلمان الاوروبي الحالية للدفع باتجاه الضغط على الاتحاد الاوروبي لتحمل مسؤولياته وتسديد الدين الكبير المترتب عليه تجاه الشعب الصحراوي على مدار العقود الاخيرة". و دعا الدبلوماسي إلى ضرورة العمل على الدفع بالاتحاد الأوروبي الى القطيعة بشكل نهائي مع "محاباة" الرباط وجعل المغرب في منأى عن أي عقاب, "خاصة و أن العدالة الاوروبية قد اتخذت قرارات تاريخية مؤيدة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وسيادته على ثرواته, والعدالة البلجيكية بصدد الوقوف على الحيثيات الفاضحة لشبكات الفساد التي زرعها الرباط في كل أوصال البرلمان الاوروبي". موضوع حقوق الانسان في الصحراء الغربية, في ظل القرارات الاممية الاخيرة المدينة للمغرب لممارسته التعذيب ضد النشطاء الصحراويين وتقريري منظمة العفو الدولية وكتابة الدولة الامريكية, كان في صلب اللقاء التشاوري, مع التأكيد على ضرورة مواصلة الزيارات للمدن المحتلة لفك الحصار العسكري المضروب على الاقليم من طرف الاحتلال المغربي. الاجتماع الذي حضره رئيس المجموعة البرلمانية الاوروبية, آندرياس شيدر, رفقة العديد من البرلمانيين الاوروبيين وممثلين لحركة التضامن الاوروبية, تناول ايضا تقييما شاملا للمعطيات المحيطة بالقضية, خاصة على المستوى الأوروبي في ظل تفاعلات فضيحة "ماروك غايت" وبداية العد العكسي لصدور قرار جديد عن محكمة العدل الأوروبية و قرب انتهاء العمل ببروتوكول اتفاق الصيد الذي يشمل بطريقة غير قانونية مياه الصحراء الغربية, وما سيترتب عنه من عودة وشيكة منتصف يوليو القادم للسفن الاوروبية لبلادها, وهو ما سيتزامن مع رئاسة اسبانيا للاتحاد الاوروبي. جدير بالذكر أن ندوة برلمانية دولية كانت قد نظمت يوم 3 ديسمبر 2022 بمقر البرلمان الألماني "البوندستاغ", تم خلالها اتخاذ قرارات هامة بتفعيل التضامن البرلماني الاوروبي والدولي مع القضية الصحراوية خلال السنة الجارية. للإشارة, تم خلال الاجتماع التشاوري تحديد مكان انعقاد الندوة ال47 للأوكوكو هذه السنة حيث ستجرى بتوليدو في إسبانيا بدل سرقسطة. تعد هذه الندوة السنوية التي تنظم منذ عام 1975 في مدن أوروبية مختلفة, أهم تظاهرة دولية للتضامن مع الشعب الصحراوي حيث يدعم مئات النشطاء القضية الصحراوية وحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير.