أعادت الألعاب الرياضية العربية 2023 التي تستضيفها خمس مدن جزائرية (5-15 يوليو) بعث النشاط في القرية المتوسطية بوهران المنجزة بمناسبة النسخة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها الولاية الصائفة الماضية. وسمحت الألعاب العربية للقرية المتوسطية بأن تسترجع الذكريات الجميلة للعرس المتوسطي بفضل الحركة الحثيثة التي دبت مجددا بين مختلف أرجائها وجنباتها ليستعيد المكان كل ألوانه الزاهية بعد فترة من الغلق أضفى عليه مشاعرا من الاشتياق إلى الحيوية والنشاط اللذان طبعاه خلال الألعاب المتوسطية. وبعد منح الجزائر شرف تنظيم الألعاب العربية، التي توقفت منذ قرابة 12 عاما، واختيار وهران من بين ولايات الوطن المعنية بالحدث (إلى جانب الجزائر العاصمة وتيبازة وقسنطينة وعنابة)، لم يجد المنظمون أي عناء للتكفل بإقامة الرياضيين المعنيين بالاختصاصات الرياضية الخمسة المبرمجة في ''الباهية''، وهي ألعاب القوى والسباحة وكرة اليد والجمباز والكرة الحديدية. وسمحت التظاهرة العربية بتحويل هذا المرفق إلى قرية الألعاب العربية، وهي التي تصل طاقة استيعابها إلى أزيد من 4.200 سرير، علما وأن مجموع الرياضيين العرب المشاركين في المنافسات المبرمجة بوهران يتعدى قليلا 800 رياضي ورياضية، وفق المنظمين. وكانت القرية المتوسطية قد أبهرت جميع الرياضيين المشاركين في الألعاب المتوسطية، بل أن بعض أعضاء اللجنة الدولية لهذه الألعاب لم يتوانوا في مقارنتها بالقرى الأولمبية التي تستضيف الرياضيين خلال أكبر محفل رياضي عالمي وهو الألعاب الأولمبية، لما تتوفر عليه القرية المتوسطية من هياكل نوعية للإقامة وللترفيه وغيرها مما يحتاجه الرياضي خلال مشاركته في تظاهرة رياضية دولية. ويأتي الدور هذه المرة على الرياضيين العرب للتأكيد على جودة القرية المتوسطية وأهمية هذا الصرح الرياضي والسياحي الذي أصبحت تزخر به عاصمة الغرب الجزائري. --نحو تحويل المنشأة إلى مركب سياحي بعد الألعاب-- ومن أجل استغلال أمثل لمرافق القرية المتوسطية مستقبلا، تستهدف السلطات المحلية تحويلها، بعد الألعاب الرياضية العربية، إلى مركب سياحي، سيما وأن الولاية تعتبر منطقة سياحية بامتياز. ويدخل ضمن هذا الإطار إعلان الوالي، سعيد سعيود، منذ بضعة أسابيع، حصوله على الضوء الأخضر من السلطات العمومية لاستغلال القرية المتوسطية في إقامة السياح وزوار وهران من مختلف مناطق الوطن، سيما خلال فصل الصيف الذي يعرف توافدا كبيرا على المدينة بفضل ما تزخر به من مقومات سياحية وشريط ساحلي خلاب. وحسب الوالي، فإن القرية ستكون مستقبلا تحت إشراف الولاية، من خلال إنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، ستتكفل باستعمال هذا الهيكل وتحويله إلى مركب سياحي. وأفاد نفس المسؤول، الذي كان يتحدث خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لولاية وهران، بأنه تحدث إلى مدير الإدارة المحلية من أجل استلام القرية من لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية حتى يتم تطبيق المشروع الجديد. وأضاف أن ثمة تعديلات سيتم إدخالها على هذا الصرح كي يتماشى مع وظيفته المستقبلية ويصبح قرية سياحية وثقافية، من خلال تحويل بعض القاعات الرياضية التي يتوفر عليها إلى قاعات للحفلات، وتشييد مسرح صغير لتوفير كل ظروف الراحة والتسلية للمقيمين، من سواح أجانب وزوار المدينة وكذا أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. وسيكون للرياضيين نصيب أيضا في المشروع الجديد، بعد أن تقرر وضع عمارتين اثنتين بالقرية تحت إشراف المديرية الولائية للشباب والرياضة تحسبا لاستضافة المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية لإجراء تربصات بعين المكان، سيما وأن المركب الأولمبي ميلود هدفي لا يبعد عن هذه المنشأة إلا ببضع دقائق، وفق ما كشفه أيضا في تصريح سابق لوأج المدير المحلي للشباب والرياضة بالنيابة، فيصل بوحديبة. تجدر الإشارة إلى أن القرية المتوسطية تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب39 هكتار، وتقع شرق وهران، حيث تبعد ب20 كلم عن المطار الدولي "أحمد بن بلة"، و10 كلم عن محطة السكك الحديدية، و5ر2 كلم عن المركب الأولمبي الجديد ميلود هدفي. وتضم هذه المنشأة في المجموع 2.263 غرفة تحتوي على 4.266 سرير، وأربعة مطاعم، وعيادة طبية متعددة الاختصاصات، فضلا عن عدة مرافق أخرى، على غرار ثلاثة ميادين لكرة القدم وخمس قاعات رياضية.