أكد مشاركون في ملتقى وطني حول "تربية المائيات في الجزائر بين فرص الاستثمار و التحديات" نظم يوم الإثنين بجامعة الشلف على ضرورة توجيه الاستثمارات نحو شعبة تربية المائيات نظرا لدورها في رفع الإنتاج السمكي و المساهمة في تنويع وبعث عدد من النشاطات الإقتصادية. وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء الذي شهد مشاركة واسعة لباحثين و أساتذة و مهنيي قطاع تربية المائيات من خمس ولايات ، الإمكانيات و المؤهلات التي يتوفر عليها الشريط الساحلي فضلا عن التسهيلات المقدمة في المجال و التي من شأنها تشجيع و استقطاب مستثمرين في مجال تربية الأحياء المائية. وفي هذا الصدد، قال الباحث والخبير بالمركز الوطني للبحث و تنمية الصيد البحري و تربية المائيات، رشيد عنان، أن شعبة تربية المائيات "تسجل نموا سريعا و توفر فرص متعددة للاستثمار مما يستدعي توجيه الإستثمارات نحوها خاصة بالنسبة لمدخلات قطاع الصيد البحري كصغار السمك و الأعلاف و مزارع التسمين و كذا الصناعات التحويلية و الغذائية". وأضاف ذات الخبير أن "قطاع تربية المائيات و فضلا عن دوره في رفع الإنتاح السمكي فهو يعد قاطرة للإقتصاد الوطني بالنظر لعدد النشاطات ذات الصلة بالقطاع و التي يمكن بعثها من خلال إستثمارات محلية مثلما هو الشأن بالنسبة لولاية الشلف التي تعد رائدة في تربية المائيات". من جهتها، أشارت رئيسة الملتقى ،الأستاذة فاطمة بودية، أن شعبة تربية المائيات "أضحت تضطلع اليوم بأهمية كبرى نظير مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي و الإقتصاد الوطني، لاسيما ما يعرف بالإقتصاد الأزرق، الذي يركز على النشاطات ذات الصلة بقطاع الصيد البحري". وأكدت أن تنوع شعبة تربية الأحياء المائية بما فيها المائيات البحرية و القارية و التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة "يستدعي توجيه مزيد من الاستثمارات المحلية نحو هذا النشاط، بما يسمح بالاستغلال الحقيقي للقدرات و الإمكانيات التي تتوفر عليها هذه الشعبة". وبدوره، أوضح مدير الصيد البحري و تربية المائيات بالشلف ،حسين مليكش، أن شعبة تربية المائيات بالولاية "تساهم سنويا بنسبة معتبرة من الإنتاج الوطني"، لافتا إلى أن الاستثمار في مدخلات القطاع من شأنه أن يخفض تكلفة الإنتاج و الأسعار و يفتح آفاق جديدة. وشهد هذا اللقاء عرض عدة تجارب ناجحة في مجال تربية المائيات البحرية والعذبة، بمشاركة طلبة جميع أطوار التعليم العالي، بالإضافة إلى تقديم عدد من المداخلات الحضورية و عن بعد. ومن المنتظر أن تتوج أشغال هذا الملتقى بتوصيات سترفع للجهات المعنية بغية الرقي بهذه الشعبة و استقطاب مزيد من الاستثمارات و المساهمة بذلك في تحقيق الأمن الغذائي محليا و تنويع الصادرات خارج المحروقات مستقبلا.