قال رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بمجمع الشفاء الطبي, الدكتور أحمد أبو ندى, اليوم السبت, أن ما يحدث في مستشفى الشفاء, شمال قطاع غزة "مخيف" و"مرعب" و"لا يتحمله أي إنسان", مؤكدا ان ما يحدث وصمة عار على جبين جميع المؤسسات الطبية والصحية الدولية. و أبرز الدكتور احمد ابو ندى, في تصريحات صحفية, أن "الوضع مأساوي و صعب جدا في المستشفى وعشرات الأطفال معرضون للوفاة", مشيرا الى ان " الكهرباء والماء منقطعان في المشفى, و الاطباء يجدون أنفسهم مضطرين للمفاضلة بين جريح وآخر حسب شدة الإصابة". و تابع يقول: " في بعض الأحيان نضطر لترك بعض الجرحى لمصيرهم. ما يجري مخيف ومرعب ولا يتحمله أي إنسان", لافتا الى ان الاطباء "سيحتاجون إلى رعاية نفسية بعد انتهاء الحرب لهول ما رأوه", كما لفت الى انه لم ير أي سيارة تابعة للصليب الأحمر في محيط المستشفى, و "لا نعرف ما يدور خارج المستشفى فقط نسمع أصوات مختلف صنوف الأسلحة من داخل أروقة المستشفى". و في وقت سابق من نهار اليوم, قالت منظمة " أطباء بلا حدود" أن الهجمات تكثفت على مستشفى الشفاء في غزة بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية, مؤكدة وصول المستشفى الى حالة "كارثية". وجددت المنظمة, في بيان لها على منصة "إكس", دعوتها بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى. ونقلت المنظمة عن الدكتور محمد أبو مغيصب المسؤول بالمستشفى قوله: "منذ صباح اليوم, توقفت العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن العمل في المستشفيات المدعومة في مدينة غزة بسبب القصف المستمر". وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد حاصرت, مساء امس الجمعة, مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات قطاع غزة من عدة جهات وسط قصف مدفعي على محيط المستشفى الذي يتواجد فيه مئات الجرحى والمرضى. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدة قذائف أطلقتها دبابات الاحتلال الصهيوني سقطت على عدة أقسام في المستشفى وباحاته الخارجية مما أدى لسقوط شهداء وجرحى, مؤكدة أن الوضع داخل مستشفى الشفاء كارثي مع نفاذ الادوية والمستلزمات الطبية وتوقف آخر مولد للكهرباء اليوم السبت بعد نفاذ الوقود المشغل للمولدات الكهربائية. واشارت الوزارة الى أن أكبر مستشفى في شمال قطاع غزة وهو المستشفى الاندونيسي توقف عن العمل أثر اطفاء آخر مولد كهربائي بسبب نفاذ الوقود وهو ما ينذر بكارثة خطيرة على حياة الجرحى والمرضى. يذكر أن مستشفى الشفاء هو المرفق الصحي التشغيلي الرئيسي في مدينة غزة الذي يقدم الرعاية الطارئة والجراحية, ويوجد بداخله مئات المرضى والمدنيين النازحين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية, مساء امس الجمعة, عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة والضفة الغربية إلى 11.208 شهداء ونحو من 29.500 جريح, حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).